سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسم الأمطار.. وسلامة الحجيج نذّكر إخواننا القائمين على سلامة ورعاية الحجيج أن يراعوا المرور على جميع قنوات التصريف في مشعر منى، والتأكد من نظافتها، وإزالة جميع الشوائب والرسوبيات منها
بدأ موسم الأمطار الذي يعم معظم أجزاء المملكة، فالأمطار الساقطة على معظم أرجائها (خريفية – شتوية - ربيعية)، ويتم التركيز فيها بشكل أكبر في فصل الشتاء ما بين - وسط ديسمبر حتى منتصف مارس - فالتغيرات المنُاخية تجتاح العالم أجمع، ونحن جزء من العالم، حيث تتفاوت كميات هطول الأمطار من منطقة إلى أخرى، وأحيانا تفوق كميات التهاطل المعدلات السنوية التي اعتادتها المنطقة، وتأتي على إثرها السيول الكبيرة التي تجتاح المناطق، وتترك خلفها الكثير من المؤثرات. وقد أخذت حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ممثلة في أجهزة الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة كافة الاحتياطات اللازمة لضمان أمن وسلامة الحجيج من مغبة السيول، التي قد تجتاح أودية المشاعر المقدسة، خاصة مشعري منى ومزدلفة، لأنهما الأضيق مكانا، والأكثر ازدحاما، والأطول زمانا في مدة المكوث، وإن كان وادي مزدلفة الذي يزدحم بشكل لافت أثناء مرور الحجاج من مشعر عرفات متجهين إلى مشعر منى، أثناء النفرة، يمثل خطورة كبرى على أمن وسلامة الحجيج، حيث إنه يمثل عقبة لرجال الدفاع المدني في أن يتخذوا أي تدابير وقائية في ذلك الوقت لمنع الحجيج من الافتراش والنوم في بطن الوادي، حتى وإن كانت الفترة قصيرة سويعات حتى طلوع الفجر، ومكمن الخطورة هنا هو «الحجاج النائمون» في بطن الوادي أثناء هطول الأمطار أو جريان السيول. أما مشعر منى نفسه، والذي يقع فيه وادي منى، الذي تحيط به المرتفعات الشمالية والجنوبية، وتنحدر مياهه نحو بطن الوادي، فقد اتخذت الحكومة السعودية كافة الاحتياطات لمنع وصول المياه لسكنى الحجاج، ومن ذلك فتح قنوات تصريف مياه الأمطار والسيول، والاستحواذ على الجزء الأكبر منها، لضمان حرية التصريف، مع عدم انصرافها نحو تجمعات الحجيج، أو الإضرار بهم، كما أعد الدفاع المدني – شعبة السلامة – كافة الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المنطقة المأهولة من أي اجتياحات مائية لسكنى الحجيج. والذي نود أن نشير إليه أنه في بعض الأحيان قد تفوق معدلات التساقط الكميات المعهودة سنويا، وتسقط الأمطار في ساعات قليلة كأفواه القرب، وتزيد معدلات الجريان عن القدرة الاستيعابية لقنوات التصريف، ويعجز القائمون على السلامة عن فعل أي شيء تجاه هذه الظاهرة الطبيعية، فالأعداد كبيرة (ملايين من البشر)، والمكان ضيق جدا، والحركة شبه مشلولة لضيق المساحة، والحامي والمنجّي هو الله سبحانه وتعالى، بعد الأخذ بجميع الأسباب والاحتياطات الاحترازية من: تجهيزات، ومعدات، وأفراد، فهؤلاء الحجاج هم ضيوف الرحمن، أتوا شعثا غبرا، راجين رحمته، خائفين من عقابه، طامعين في عفوه وإحسانه، فهو أدرى بهم (سبحانه) والضامن الأكبر (عزّ وجلّ) لحفظهم وسلامتهم. وفي هذه العجالة يجب أن نذّكر إخواننا القائمين على سلامة ورعاية الحجيج في جميع القطاعات المشاركة في الحج أن يراعوا التالي: 1- المرور على جميع قنوات التصريف في مشعر منى، والتأكد من نظافتها، وإزالة جميع الشوائب والرسوبيات منها، حتى نضمن انسيابية التصريف فيها؛ 2- منع الافتراش في بطن وادي مزدلفة (قدر الإمكان) لأنه يمثل منطقة خطورة على سلامة الحجيج؛ 3- عمل مسح شامل لجبال منى لضمان استقرارية المنحدرات، والسفوح الشمالية والجنوبية وجزء من الشرقية من انزلاقات الكتل الصخرية تجاه الوادي أثناء هطول الأمطار؛ 4- ضمان تحرير بطن وادي منى، أو مجاري التصريف فيه، لضمان انسيابية الجريان تجاه وادي مزدلفة، أو تصريف مياه الأمطار الساقطة على الحوض نفسه. أسأل الله السلامة للجميع، وأن يجزي الله العاملين والقائمين على سلامة حجاج بيت الله الحرام خير الجزاء، وأن يحفظ حجاج بيته العتيق من أي مكروه، وأن يسدد الخطى، ويثيب أجر العاملين في الحج بأحسن الذي كانوا يعملون. « الله لطيف بعباده» ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [email protected] . [email protected]