يتذكر كثير من العاملين في المشاعر باستمرار ما احدثته سيول موسم حج 1425ه اذ أدت الى توقف حركة سير جموع الحجاج في طريقها إلى جسر الجمرات في يوم النفرة واخلاء بعض المخيمات التي داهمتها السيول. وخارج المشاعر المقدسة أدت الامطار الى اغلاق الطرق المؤدية الى مكةالمكرمةوجدة بعد ان جرفت السيول عدداً من السيارات في طريق جدةمكة. وخلال تلك الاحداث قامت القوات الخاصة لأمن الطرق بانقاذ 40 شخصاً جرفتهم السيول على طريق مكةجدة من بينهم حوالى 10 نساء. وقع ذلك بسبب الأمطار التي هطلت لمدة قصيرة نتيجة عدم وجود شبكة تصريف قوية لمياه السيول في ذلك الوقت، وامس الأول هطلت الامطار على المشاعر، ولكن في خلال دقائق قليلة لم يكن لها أي اثر يذكر بفضل المشاريع الجبارة التي تم تنفيذها لتصريف مياه الامطار وبلغت تكاليفها أكثر من مليار ريال في منى وعرفات. ويشعر المسؤولون المعنيون بهذا الملف بكثير من الاطمئنان تجاه السيول وذلك على الرغم من تزامن الحج مع موسم الشتاء خلال السنوات الثماني المقبلة، على اقل تقدير وفق الدورة الزمانية حيث يبدأ موسم الشتاء في 21 سبتمبر من كل عام. زين العابدين: كابوس السيول والأمطار بالمشاعر انتهى بلا رجعة قال د.حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ومدير ادارة المشاريع التطويرية الكبرى بالمشاعر: ان «كابوس» السيول والامطار انتهى بنهاية اخر اللمسات التطويرية لمنظومة المشاريع الضخمة في المشاعر المقدسة لحج هذا العام ، مشيرا الى ان امطار امس الاول مرت مرور الكرام ولم تتسبب في اضرار بأي شكل من الاشكال والمح الى انه اصبح من الممكن القول ان لا اخطار من سيول او امطار على ضيوف الرحمن بفضل الله تعالى ثم بما بذلته حكومة خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة مستمرة وتوجيه دائم من سمو امير المنطقة الامير خالد الفيصل . واستذكر الدكتور حبيب احداث سيول عام 1425ه وما حدث من اضرار جسيمة طالت عفش الحجيج وسلامتهم قبل ان تكتمل دائرة المشاريع لافتا الى ان هذه الاحداث اصبحت الان من الماضي. واشار الدكتور حبيب في حديثة مع «المدينة» الى ان الوزارة اتخذت كافة التدابير والاجراءات قبل اقتراب موسم حج هذا العام وعمدت الى تسريع وتيرة العمل لانهاء مشاريع تصريف السيول تحسباً لاي طارىء خصوصا مع التحذيرات التي تبثها الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة. وأوضح أن مشاريع تصريف السيول في المشاعر المقدسة من الأمور العاجلة التي رفعت بها وزارة الشؤون البلدية والقروية للمقام السامي ولذلك كان لتنفيذها طابعا استثنائيا غير تقليدي . آثار أمطار المشاعر اختفت خلال دقائق اوضح وكيل وزارة الحج حاتم قاضي ان شبكة تصريف مياه السيول كان لها الاثر الكبير في اختفاء مياه الامطار وجفافها خلال دقائق معدودة. وقال قاضي ان المشاريع الجديدة جاءت بعد ان اظهرت الدراسات العلمية أن الأمطار والسيول تشكل مخاطر كبيرة في منطقة المشاعر المقدسة بسبب الطبيعة الجيولوجية والطبوغرافية للمنطقة، وايضا لكثرة الأودية والشعاب التي تمر عبر المنطقة وضخامة الطاقة الاستيعابية لها ، وطبيعة الأمطار الموسمية التي تتميز بمعدلات هطول عالية في وقت قصير ، ولفت إلى تغير الأحوال المناخية في السنوات الأخيرة حيث أصبحت المنطقة تشهد معدلات هطول عالية، لذلك كان لمشاريع تصريف السيول في المشاعر المقدسة اولوية خاصة. وابان ان الأمطار التي هطلت على منطقة المشاعر المقدسة خلال عام 1425ه وما نتج عنها من أضرار كان نتيجة ضعف الطاقة الاستيعابية لشبكة تصريف السيول بمشعر منى في ذلك الوقت، مما تطلب إعادة تقييم الشبكة ورفع طاقتها لاستيعاب كميات المياه الناتجة عن معدلات هطول الأمطار العالية التي أصبحت تشهدها المشاعر المقدسة مؤخراً وذلك من خلال مرحلتين. الاولى: إنشاء سدود لتجميع المياه وصرفها خارج مشعر منى بواسطة قنوات وأنفاق إضافة لتدعيم عبّارة وادي محسر ومعالجة النقاط الحرجة بمشعري منى ومزدلفة. أما الثانية: فشملت تدعيم باقي شبكة منى التي لم تشملها المرحلة الأولى. وتشمل تدعيم وتكبير باقي شبكة منى التي لم تشملها المرحلة الأولى. التويجري : مشاريع تصريف السيول حالت دون الخسائر في الممتلكات والأرواح اوضح مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري ان النقلة التي تحققت في مشاريع تصريف السيول بالمشاعر حالت دون وقوع خسائر في الممتلكات والاروح في الامطار التي هطلت أمس الأول وقال ان ادارته سخرت كافة الامكانيات والاجهزة والمعدات الخفيفة والثقيلة وجندت كل منسوبيها من أجل راحة وسلامة ضيوف الرحمن في حج هذا العام 1431ه ولفت ان الامطار التي هطلت كشفت عن منظومة مشاريع عملاقة لتصريف السيول ومياه الامطار في المشاعر حالت بفضل الله دون حدوث أي اضرار او تلفيات في الممتلكات للحجاج كما لم تؤد الى تجمعات للمياه او سقوط للخيام ، مسترجعا كابوس السيول في اعوام مضت وما بذله الدفاع المدني وكافة القطاعات المشاركة في الحج من اجل سلامة ضيوف الرحمن. واوضح ان تحرك الدفاع المدني المكثف اثناء الامطار كان مدروسا ووقائيا بالدرجة الأولى ومؤكدا في السياق ذاته على التعاون الوثيق بين كافة الجهات من اجل التحرك الميداني في الوقت المناسب.