منذ أن بدأت قوات نظام بشار الأسد بالمجازر الواسعة ضد المدنيين السوريين منذ أكثر من عام، أصبح هناك سؤال معلق فوق أجواء الأزمة يقول: لماذا تسنى لهذه القوات القيام بذلك؟ ويعتقد مراقبون أن أعضاء من «الطائفة العلوية» الأقلية المساندة للرئيس بشار الأسد باتوا ربما يخشون الانتقام في حالة خسارتهم للمعارك، لكن هناك احتمال آخر هو أن يكون بعض هؤلاء الموالين للأسد من ذوي الرتب العالية لا يعتقدون أنهم بأفعالهم هذه يقتلون المدنيين الأبرياء على الإطلاق. النقيب طيار روني إبراهيم الذي كان يقود طائرة ميج المقاتلة ذهب بحمولة طائرته من القنابل إلى خارج مدينة الباب بشمال سوريا وهي مدينة يسيطر عليها الثوار، وأرسل قنابل طائرته تنفيذاً للأوامر الصادرة إليه فقصف الأحياء والقرى السكنية المدنية. وقبض عليه الثوار بعد إسقاط طائرته وجاءوا به معصوب العينين وهو في حالة فزع ليقف أمام الكاميرا حيث سألته المراسلة الصحفية أنيتا ماكنوت مراسلة إحدى القنوات التلفزيونية: لماذا فعلت ذلك؟ فأجاب بعصبية: «قالوا لنا هناك إرهابيون مسلحون، ومدينة الباب أصبحت خالية من المدنيين». وأوضح أنه تم إبلاغه بأن المقاتلين كانوا ليبيين ومن الشيشان وأفغانستان. واستطرد قائلاً: «قال لنا قادتنا ذلك، ونحن لا نستطيع رؤية أي شيء على أرض الواقع، فنحن لا نذهب خارج القاعدة الجوية».