شنت القوى المعارضة المسلحة في سوريا أمس هجمات جديدة ضد أهداف عسكرية وواصلت استهداف المطارات والقواعد الجوية للقوات النظامية، في وقت أكدت موسكو أن بشار الأسد لن يبادر إلى وقف إطلاق النار أولا. ووسط تواصل أعمال العنف، قتل اليوم 37 شخصا في أنحاء سوريا هم: 13 مدنيا و12 جنديا و12 مقاتلا مناهضا للنظام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، غداة يوم من التظاهرات قتل فيه 125 شخصا. كما عثر على 18 جثة مجهولة الهوية في دمشق وريفها. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر الجمعة في طهران أنه «يتوجب على جميع الأطراف وقف كل شكل من أشكال العنف والجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق الحكومة السورية التي عليها الكف عن استخدام أسلحة ثقيلة». إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد اليوم في موسكو أنه سيكون «من السذاجة» أن تعتقد الدول العربية والغربية بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقف إطلاق النار أولا ويسحب قواته من المدن الكبرى. وأوضح «عندما يقول شركاؤنا إن الحكومة أولا يجب أن تتوقف (عن القتال) وتسحب كل قواتها وأسلحتها من المدن – وتكتفي بدعوة المعارضة إلى فعل ذلك – فهذه خطة لا يمكن تحقيقها إطلاقا. فإما أن الناس ساذجون أو أنه نوع من الاستفزاز». ورأى لافروف أن دعوة كهذه تعادل طلبا «باستسلام» النظام، موضحا أنه يرى أنه لا الغربيون ولا العرب يحق لهم طرح طلب كهذا. وشدد على أن ملاحظاته لا تهدف إلى دعم نظام الأسد بل تعكس الواقع اليومي على الأرض. ميدانيا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن «مقاتلين من الكتائب الثائرة اقتحموا مساء الجمعة مبنى كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بريف دير الزور» (شرق). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «كل الكتيبة سقطت وهذه نقطة مهمة للكتائب المقاتلة»، مضيفا أن «المبنى يقع ضمن قاعدة جوية وهو المبنى الأهم في هذه القاعدة». وأوضح المرصد في بيانه أن «ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية بينهم ضباط وصف ضباط ومجندون أُسروا إثر اقتحام الكتائب المقاتلة». وهاجم المعارضون أيضا في المدينة نفسها الواقعة في شرق سوريا مبنى الأمن العسكري ومطار الحمدان العسكري. كما ذكر المرصد أن «خمسة مواطنين على الأقل استشهدوا أمس جراء القصف على مدينة البوكمال بريف دير الزور». يذكر أن المقاتلين المناهضين للنظام بدأوا منذ أيام استهداف المطارات العسكرية وبينها مطار «أبو الظهور» ومطار تفتناز في إدلب (شمال غرب)، وأعلنوا عن إسقاط طائرة ميغ وتدمير وإعطاب طائرات أخرى في هذين المطارين. وفي أعمال عنف أخرى، واصلت القوى المعارضة المسلحة هجماتها ضد المواقع العسكرية، وأعلن المرصد اليوم ان «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة دمروا حاجزا للقوات النظامية السورية في بلدة حارم» في محافظة إدلب.