تتصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية، ودول غرب أوروبا قائمة منتجي الأسلحة في العالم، وفق ما خلص إليه معهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي أشار إلى أنه، وبالرغم من معاناة الشعوب والدول من آثار الركود الاقتصادي الكبير في عام 2009م، إلاّ أن مبيعات شركات الأسلحة لم تتأثر سلبًا، حيث بلغ إجمالي مبيعات كبرى شركاتها حوالى 411 مليار دولار، وأشارت الدراسة إلى أن أكثر الدول استيرادًا للأسلحة هي الدول النامية، وأن تجارة السلاح العالمية لا تزال السبب الأكبر للفقر في العالم، لافتة النظر إلى أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الذي يفترض أن تكون شرطي العالم، والمحافظ الأول على أمنه وسلامته، هي الدول الأكبر في إنتاج وتوريد السلاح لكل الدول الفقيرة والنامية. من جانب آخر فقد أدّى تنامي طلبات شراء الأسلحة إلى ضمان استمرار عجلة التصنيع الحربي لعقود زمنية طويلة، وبالتالي استمرار نمو الميزان الاقتصادي للدول المصنّعة لفترات مستقبلية، وفي هذا الإطار تذكر التقارير أن إنتاج دبابة «أبرامز» كاد يتوقف لولا صفقة مصر لشرائها سنة 1980م، كما أوضح التقرير بأن شركة لوكهيد مارتن الأمريكية قد حلت في السنة الماضية في المرتبة الأولى بإجمالي مبيعات قدره 45.8 مليار دولار، وحلّت شركة سيستمز البريطانية في المرتبة الثانية بإجمالي مبيعات قدره 34.6 مليار دولار، فيما حلّت شركة بوينغ الأمريكية في المركز الثالث من حيث المبيعات العسكرية بإجمالي قدره 31.6 مليار دولار. والقائمة تتوالى، غير أني أكتفي بما أشرت إليه، وأتساءل: هل بعد ذلك قول لقائل؟ بمعنى.. ألم يئن الأوان لأن نتنبه إلى أن المحرك لكثير من بؤر النزاع في منطقتنا بخاصة، هي شركات إنتاج الأسلحة، وما يتبعها من مسوقين وسماسرة، الذين هم على استعداد لأن يحرقوا العالم الآخر، من أجل استمرار أرباحهم ونموها المطّرد؟ ألا يدعو استمرار الاضطراب في عالمنا الثالث إلى أن نفكر قليلاً في سبب ذلك؟ ومن المستفيد منه؟ ثم ألا يجب أن يقف إعلامنا موقفًا جادًّا مستقلاً للبحث بمسؤولية في أسباب توتر النزاع في مختلف البؤر المشتعلة، وبيان سبل حلّها بآمن الطرق؟ إنها الحرب المصطنعة التي ألفت تلك الشركات إثارتها بين أظهرنا، وعملت عبر مختلف السبل على استمرار لهيبها بأشكال متعددة، فمن صراع طائفي ومذهبي تارة، إلى خلاف عرقي تارة أخرى، والعجيب أننا منساقون لحتفنا دون أن نفكر أو نتدبر، وكأنه قد كتب علينا أن نعيش في دوامة من الحرب والصراع لا تنتهي أبدا. فهل لحالنا نهاية أيُّها القراء الكرام. [email protected]