تشهد مملكتنا الحبيبة في السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً ومشهوداً في مجالات عدة ساهمت ولا زالت تساهم في رفعة شأن وطننا الغالي كالتعليم والطب بمختلف تخصصاته - على سبيل المثال وليس الحصر - ، ومايدور في مخيلة أي مواطن حرصه في المساهمة في هذا التطور المتنامي بما يواكب محصلته العلمية . وهنا تكمن المعضلة في وجود نسبة حقيقية من البطالة في وطننا الغالي تؤثر على طموح أبنائه ، فعلى سبيل المثال يتوفر في بلادنا الكثير من المستشفيات بمختلف مدن المملكة والكثير من الأجانب العاملين فيها مع ارتفاع ملحوظ بالأخطاء الطبية ومايوازيها من نسب عالية من العاطلين والعاطلات من ممرضين وممرضات ، فنيين وفنيات ، وحتى أطباء وطبيبات ... لماذا لانستثمر هذا الجهد الوطني باستبدال العاملين غير السعوديين بما يحقق النفع للوطن والمجتمع بدل أن نسمع ونرى اختراعات وجوائز تُسجل لاطبائنا خارجياً !!إن تنمية هذه الثروة والاستفادة منها في صالح الوطن يحتاج لآلية واستراتيجية واضحة ترسم مسار المستقبل المهني للكادر الصحي بشكل عام و الأطباء بشكل خاص ، ودافعاً مني لخدمة وطني وبغرض الاستفادة من الأطباء بأكمل وجه مع منحهم حق اكمال دراستهم ابتداء من طبيب مقيم إلى استشاري، فإني اقترح الآتي: 1- الحرص على وجود مستشفى جامعي لكل تخصص معتمد من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ، ويكون جاهزاً لاستقبال مُعظم خريجي الدفعة من أطباء وممرضين وغيرها.. لاكمال دراستهم مع الاستغناء عن العاملين غير السعوديين تدريجيا في هذه المستشفيات . 2- دمج بعثة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للكادر الصحي مع المنح التي تقدم من المستشفيات بحيث يكون كل مبتعث على علم ودراية عن المستشفى الذي يعمل به بعد عودته. 3- تقليل مسارات التوظيف في وزارة الصحة وذلك عن طريق دمج « الايفاد الداخلي « في «الديوان» مع حفظ حقوق كل متقدم تجنباً لأي تعارض وازدحام وظيفي مستقبلاً ، والابقاء على بند التشغيل الذاتي كبند احتياطي لأي نقص مؤقت . 4- محاولة وجود تعاون مشترك وآلية واضحة بين وزارة الصحة والقطاعات الخاصة كالحرس الوطني والقوات المسلحة وغيرها .. لتحقيق أقصى استفادة ممكنة بينهم . 5- الحرص والاهتمام أكثر بالمستشفيات الحكومية واستكمال ماينقص بعضها للاعتماد بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية . 6- وجود نظام واضح وصريح للقبول بالكليات الصحية الخاصة. 7- الاستفادة من هذه القدرات والكفاءات في جميع مستشفيات المملكة حاضراً ومستقبلاً . خطوات كهذه كفيلة بالحد والتقليل من بطالة الكادر الصحي، الوافدة الأجنبية ، الأخطاء الطبية وتجنب النفق المظلم والمتراكم مستقبلاً -لاسمح الله- بوجود كادر صحي سعودي على مستوى عال مع مرور السنوات - بحول الله - والله من وراء القصد . أحمد يوسف -طبيب حديث التخرج