استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية امس في جدة معالي المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي.وجرى خلال الاستقبال استعراض تطورات ومستجدات الأزمة السورية، وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والإقليمية.وجدد سمو نائب وزير الخارجية موقف المملكة الداعي لأهمية أن تسفر الجهود عن الوقف الفوري لإراقة دماء الشعب السوري ، وعن أمنيات حكومة المملكة لمعاليه التوفيق في مهمته، وضرورة أن تحظى بالدعم الدولي المطلوب للتمكن من التعامل مع الأزمة ومعالجتها من جميع جوانبها السياسية والإنسانية. وأعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، امس ، أن الطائرة السورية التي أرغمت على الهبوط في أنقرة كانت تحمل ذخائر روسية الصنع تخص وزارة الدفاع السورية.من جهة أخرى، أرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة قريبة كانت مقررة لأنقرة إلى 3 ديسمبر/كانون الأول. وأكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن الرئيس بوتين أرجأ زيارة كان من المقرر القيام بها الاثنين القادم إلى أنقرة حتى الثالث من ديسمبر. وكانت وزارة الخارجية التركية استدعت، امس ، السفير الروسي فلاديمير إيفانوفسكي لبحث عدد من القضايا معه، وذلك على خلفية تفتيش الطائرة السورية مساء أمس في مطار «إسن بوغا» في العاصمة أنقرة.هذا وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن تركيا لم تتلقَّ طلباً رسمياً من روسيا لتوضيح ملابسات إنزال الطائرة السورية التي كانت قادمة من موسكو، أمس، في مطار «إسن بوغا» بأنقرة.ويأتي هذا الإعلان رداً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن الدبلوماسيين الروس في أنقرة طلبوا معلومات من المسؤولين الأتراك بخصوص الحادثة. من جهتها اتهمت موسكوأنقرة، بتعريض أرواح مواطنين روس للخطر حين أجبرت طائرات نفاثة حربية تركية طائرة ركاب سورية مسافرة من العاصمة الروسية إلى دمشق على الهبوط.كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن السلطات التركية رفضت السماح لموظفين دبلوماسيين روس بالاتصال بما يصل إلى 17 مواطناً روسياً كانوا على متن الطائرة خلال فترة ثماني ساعات احتجزت خلالها الطائرة للاشتباه في أنها تحمل معدات عسكرية.وجاء في بيان للخارجية أن الجانب الروسي يصر على توضيح أسباب هذه الأفعال من جانب السلطات التركية. وقال إن الحادث عرض أرواح وسلامة الركاب للخطر.وأضاف أن الركاب الروس لم يزودوا بأي طعام ولم يسمح لهم بدخول صالة العابرين في المطار، وسمح لهم فقط بالنزول من الطائرة والبقاء لفترة من الوقت حولها. واتهمت دمشق أمس أنقرة بالقيام بتصرف «معاد ومستهجن» إثر اعتراض مقاتلات تركية طائرة سورية مدنية وإجبارها على الهبوط في أنقرة للاشتباه بأنها تنقل أسلحة، مطالبة إياها بإعادة محتويات الطائرة التي قامت بمصادرتها. فيما ذكرت مصادر إخبارية أن المعارضين المسلحين سيطروا على ممر يمتد نحو 5 كيلو مترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان التي يسيطرون عليها أيضا، وتشكل معرة النعمان ممرًا إجباريًا لتعزيزات الجيش المتجهة إلى حلب، والتي تشهد معركة حاسمة منذ 3 أشهر، وقد جرت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشة طوال ليل أمس وأمس الأول في قطاع الطريق السريع الذي استولى عليه المعارضون في محيط شرق معرة النعمان. وقال ضابط من المنشقين «العقيد أكرم صالح» إن الجيش حاول استعادة السيطرة لكن العسكريين تمكنوا من صده». ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية اعتراض الطائرة السورية وإجبارها على الهبوط في أنقرة بأنه «تصرف معاد ومستهجن»، معتبرًا أنه «مؤشر إضافي على السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة أردوغان». وأشار البيان إلى أن هذا التصرف يضاف إلى ما تقوم به أنقرة «من تدريب وإيواء وتسهيل تسلل وقصف مدفعي للأراضي السورية». وطالبت الحكومة السورية السلطات التركية «بإعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة». وأوضحت الخارجية في بيانها أن «كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة أصولًا على بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة»، مؤكدًا أنها لا تحمل «أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة». من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عقد اجتماع الأحد القادم في لكسمبورغ بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال 27 ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف لبحث الأزمة السورية وسبل تنسيق الموقف بين الطرفين لبلورة مخرج لها. فيما أرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة كانت مقررة إلى تركيا، حسبما أكد متحدث باسمه دون تحديد السبب. وقال ديمتري بيسكوف إن «الزيارة أرجئت وسيتم الاتفاق على المواعيد»، مضيفًا أن «الزيارة ستحصل». وبحسب وسائل إعلام روسية وتركية فإن الزيارة كانت مقررة في 15 أكتوبر، ورفض بيسكوف تحديد الموعد الجديد لتلك الزيارة، كما رفض التعليق على سؤال حول ما إذا كانت الزيارة أرجئت بسبب الوضع في سوريا والتوترات المحيطة به، وكانت وزارة الخارجية الروسية قد طالبت تركيا في وقت سابق أمس بتوضيحات حول اعتراض طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو، وقالت «إن أنقرة عرضت حياة الركاب للخطر بإجبار الطائرة على الهبوط في العاصمة التركية».