استبعدت أوساط ديبلوماسية روسية احتمال تعرض العلاقات الروسية – التركية إلى «هزة» بسبب حادث الطائرة السورية. وقال مصدر ل «الحياة» إن تأجيل زيارة الرئيس فلاديمير بوتين أنقرة «لا علاقة له بالحادث وكانت تقررت في وقت سابق». وطالبت موسكو أمس، الجانب التركي بتقديم توضيحات لملابسات عملية إيقاف الطائرة السورية والتعهد بعدم تكرار الحادث. وأعرب الناطق باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش عن قلق بلاده بسبب ما وصفته «تهديد أمن الركاب وبينهم مواطنون روس نتيجة الخطوات التي اتخذها الجانب التركي في إجبار الطائرة على الهبوط». وأشار لوكاشيفيتش إلى أن «أنقرة لم تقم بإطلاع السفارة الروسية في أنقرة على وجود مواطنين روس بين ركاب الطائرة المحتجزة، ورفضت السلطات التركية في وقت لاحق السماح لممثلي السفارة وطاقم طبي بتقديم المساعدة للركاب»، معتبراً أن الجانب التركي «انتهك اتفاقية الأعراف القنصلية الثنائية من دون أن توضح الأسباب». وأكد أن موسكو تصر على استيضاح أسباب الإجراءات التي قام بها الجانب التركي تجاه المواطنين الروس واتخاذه الخطوات التي تضمن عدم تكرار حوادث كهذه في المستقبل. في غضون ذلك التزمت الديبلوماسية الروسية الصمت حيال معطيات ترددت حول أن الحمولة التي صادرتها أنقرة من الطائرة قبل السماح لها بالإقلاع هي قطع غيار لصواريخ، لكن مسؤولاً في مطار «فنوكوفو» الروسي الذي انطلقت منه رحلة الطائرة السورية أكد أن الطائرات التي تتحرك من المطار تتعرض لعملية تفتيش دقيقة ونفى وجود أي مواد محرمة على الطائرة. كما قال ناطق عسكري إن موسكو لم ترسل للجانب السوري أية تقنيات عسكرية على متن الطائرة. إلى ذلك أعلن في موسكو أمس، أن السفير السوري لدى روسيا رياض حداد أجرى محادثات في الخارجية تتعلق بهذا الموضوع، من دون أن يتم تحديد ما إذا كانت موسكو بادرت إلى استدعائه. وفي حين تناقلت وسائل إعلام معطيات عن احتمال تعرض العلاقات بين موسكووأنقرة لهزة بسبب الحادث، أكدت أوساط ديبلوماسية روسية أن التطور «لن يؤثر في علاقات البلدين التي تطورت بقوة في السنوات الأخيرة». وقال مصدر ل «الحياة» إن المصالح الاقتصادية والتجارية والسياسية بين موسكووأنقرة لا يمكن أن تتعرض لهزة بسبب حادث من هذا النوع»، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين موسكووأنقرة يصل إلى عشرات البلايين من الدولارات ولا توجد ملفات خلافية يمكن أن تعكر صفو العلاقة. ونفى المصدر بقوة صحة معطيات ربطت تأجيل زيارة كانت مقررة لبوتين إلى أنقرة مطلع الأسبوع المقبل، بالحادث وقال إن قرار التأجيل تم التوصل إليه باتفاق بين الطرفين خلال مكالمة هاتفية جرت بين بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الإثنين الماضي. في السياق، أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الزيارة «لم تُلغَ بل أجلت ولا بد من القيام بها».