شهدت مناطق عدة في سوريا صباح أمس، قصفا واشتباكات، خاصة في حلب كبرى مدن الشمال، ودرعا مهد الانتفاضة (جنوب). ياتي ذلك، فيما حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من خطورة الوضع على الحدود السورية التركية غداة تبادل قصف مدفعي جديد. وحددت تركيا 4 خطوط حمر إذا تخطت دمشق أيا منها فستواجه برد عسكري تركي سريع. وبين الخطوط موقع داخل سوريا بالذات ولا سلطة لنظام الأسد عليه، وقد تقرع تركيا طبول الحرب وتدخلها إذا ما تعرض للاستهداف العسكري «لأنه قطعة من أرضها في الخارج» مع أنه ليس سوى قبر قرب حلب، وموجود هناك منذ أكثر من 8 قرون.الخطوط الحمر ذكرتها الصحف التركية، ومنها «صباح» التي نشرت في طبعتها الإنكليزية امس أن الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، من مجلس النواب الأسبوع الماضي ليمنحه صلاحية الرد عسكريا على أي اعتداء من الجانب السوري تضمن 4 خطوط حمر، وهي: إذا تعرض أي موقع تركي للاعتداء، أو تعرض ضريح سليمان شاه للاعتداء أيضا، أو إذا تسببت سوريا بمتاعب جدية لأي من جيرانها، أو إذا تغيرت الأوضاع بالشمال السوري لصالح حزب العمال الكردستاني.وقالت جريدة «صباح» التركية عن الخط الأحمر الثاني «إنه يمثل للحكومة التركية واحدا من أكثر المسائل حساسية» وفق تعبيرها عن الضريح المحتل موقعه 8797 مترا مربعا من هضبة «قرة قوزاك» القريبة من حلب وقريبا 35 كيلو مترا من مدينة الرقة يرفرف هناك بحراسة جنود أتراك، لذلك فإذا تعرض لاعتداء سيليه الرد العسكري السريع من أنقرة، بل قرع طبول الحرب وخوض غمارها إذا تم احتلاله وقتل 120 جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، بينهم 15 مدنيا جراء القصف في حلب، وعنصر في قوات الامن بتفجير استهدف مقر قيادة الشرطة في أحد شوارع العاصمة دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 20 شخصا صباح الاثنين «بينهم خمسة على الاقل من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة» في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان البلدة شهدت «عملية عسكرية وقصفا عنيفا ومحاولات اقتحام منذ ثلاثة ايام وسط حصار خانق واوضاع طبية وانسانية سيئة»، مشيرا الى ان القصف طال ايضا «مركبات كانت تقل جرحى». ودرعا هي مهد الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد منذ منتصف مارس 2011. وفي حلب كبرى مدن الشمال، قتل شخصان الاثنين جراء القصف الذي تتعرض له احياء في المدينة منها طريق الباب وهنانو والصاخور شرقا، وبستان القصر والانصاري والفردوس والكلاسة والسكري (جنوب غرب)، بحسب المرصد. وشهدت المدينة اشتباكات ليلية بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في احياء الميدان (وسط) والصاخور (شرق) وصلاح الدين وسيف الدولة (جنوب غرب)، بحسب المرصد.وفي دمشق، افاد المرصد عن تنفيذ القوات النظامية «حملة هدم وتجريف للمنازل» في حي القابون جنوب العاصمة، ومنطقة برزة في شمالها التي تشهد «حالة نزوح كبيرة للسكان»، وذلك غداة مقتل عنصر من قوى الامن بتفجير عبوة ناسفة استهدف مقرا للشرطة في حي خالد بن الوليد بمنطقة الفحامة في العاصمة.وفي محافظة حمص (وسط) تعرض حي الخالدية لقصف عنيف «من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة وقذائف الدبابات والهاون وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور»، مع وجود «مقاومة شرسة» من قبل المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد. وتحاول القوات النظامية منذ ايام اقتحام الحي الواقع وسط مدينة حمص «لكنها فشلت» بحسب ما افاد عبد الرحمن، كما استخدمت الطيران الحربي في قصف الحي للمرة الاولى الجمعة.وتعتبر حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين، وشهدت معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف.وبعد تكرار تبادل القصف المدفعي بين سوريا وتركيا من الاربعاء حتى الاحد، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الاثنين من ان «تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الازمة على لبنان امران بالغي الخطورة». ونبه بان في خطابه خلال افتتاح منتدى عالميا اول للديموقراطية في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الى ان «الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأسوي. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة».ومنذ سقوط خمسة قتلى اتراك بقذيفة سقطت من الجانب السوري على قرية اكجاكالي، تعمد تركيا الى الرد بقصف الاراضي السورية ولا سيما بعدما أجاز البرلمان التركي للحكومة شن عمليات داخل سوريا اذا اقتضت الحاجة. وتكرر تبادل النيران المدفعية في الايام الماضية، وآخرها الاحد بعد سقوط قذيفة من سوريا على القرية الحدودية التركية نفسها.ودعا الامين العام للامم المتحدة الدول المانحة الى «المزيد من السخاء» في تلبية حاجات النازحين داخل سوريا واللاجئين منها الى الدول المجاورة». وتفيد الاممالمتحدة ان نحو 1,5 مليون سوري، اكثر من نصفهم من الاطفال، نزحوا داخل سوريا، في حين ان 300 الف لجأوا الى الدول المجاورة، وهو رقم تتوقع ان يقارب 700 الفا نهاية العام.