أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس ان بلاده قصفت اهدافا تقع داخل الاراضي السورية ردا على سقوط قذائف داخل اراضيها مصدرها سوريا ادت الى مقتل خمسة مدنيين في قرية حدودية. واضاف اردوغان في بيان ان سفراء الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي، وتركيا عضو فيه، سيعقدون اجتماعا عاجلا في الساعات المقبلة لبحث الوضع الناشىء من هذا الحادث. وقال رئيس الوزراء التركي إن «هذا الهجوم استدعى ردا فوريا لقواتنا المسلحة التي قصفت على طول الحدود اهدافا تم تحديدها بواسطة الرادار». واكد ان «تركيا لن تدع هذه الاستفزازات من جانب النظام السوري التي تهدد امننا القومي من دون عقاب، في اطار احترام القانون الدولي وقواعد الاشتباك التي ينص عليها». واوضح اردوغان ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو تشاور مع الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن و»تم اتخاذ قرار بان يعقد مجلس الحلف اجتماعا في موعد وشيك جدا». وبعد ظهر أمس سقطت قذائف مصدرها سوريا في قرية تركية حدودية واسفرت عن مقتل خمسة مدنيين واصابة عشرة اخرين، بحسب اخر حصيلة اوردها حاكم المحافظة جلال الدين غوفنش. وهذا الحادث هو الاخطر بين تركيا وسوريا منذ اسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية في يونيو الفائت. وكان قد ناشد بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء التركي حلف شمال الأطلسي»الناتو» بضرورة التحرك للرد على ما وصفه ب»هجوم تعرضت له تركيا أحد أعضاء الحلف»، ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية عن ارينتش قوله «على حلف الناتو أن يقوم بدوره في هذا الأمر، عملاً باتفاقيته التي تقول إنه في حالة تعرض أحد أعضاء الحلف لأي هجوم، فعلى الحلف القيام بواجباته تجاه ذلك.» وأضاف المسؤول التركي أن بلاده «ليست متهورة» ولكنه تعهد في الوقت عينه بأنها «ستدافع عن حقوقها حتى النهاية» عندما يقتل شعبها. من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي «إن اطلاق قذائف من سوريا وسقوطها في بلدة حدودية بجنوب شرق تركيا متسببة بمقتل خمسة مدنيين اتراك «حادث بالغ الخطورة يتجاوز كل حدود». ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى اجتماع عاجل في وزارة الخارجية فيما جمع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مستشاريه لبحث احتمال الرد على الحادث، وفق مصدر مقرب منه. من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «نشعر بالغضب لأن السوريين يطلقون النار عبر حدودهم وبالاسف للخسائر في الارواح في الجانب التركي»، مضيفة ان الوضع «خطير للغاية». وفي بروكسل، قالت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي وانا لونغيسكو ان «الحلف الاطلسي يواصل متابعة الوضع (بين سوريا وتركيا) عن قرب وبانشغال بالغ». ميدانياً، بلغت حصيلة اعمال العنف في سوريا أمس 170 قتيلا على الاقل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي لفت إلى مقتل 48 شخصا في تفجيرات حلب معظمهم من العسكريين. كذلك، تحدث المرصد عن مقتل 76 مدنيا بينهم 16 شخصا في قصف للجيش النظامي السوري تعرضت له قرية الصحن في ريف حماة (شمال). وغداة مقتل مسلحين كرديين على الحدود السورية التركية بنيران الجيش التركي خلال محاولتهما التسلل الى تركيا، سقطت قذائف اطلقت من سوريا في الاراضي التركية واسفرت عن مقتل مدنيين، الامر الذي اعتبرته انقرة حادثا «بالغ الخطورة».