معرفتي بالأخ رضا لاري قديمة تزيد على 50 سنة، كنا قد تزاملنا في الدراسة الجامعية بجامعة القاهرة، حيث كان يدرس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكنت في كلية التجارة، وقد زامله أخي نزار مع بعض الزملاء، فكلنا نجتمع ونشترك في بعض النقاشات المختلفة والمتنوعة، ومن بينها نقاشات سياسية واقتصادية، وكنت تعجب في تلك الأيام في حب المنافسة لدى الطلاب وتميز رضا بما كان يملكه من قوة في النقاش، فقد كان صاحب عمق في النقاش، وكان يحلو له أن يخفف في نهاية الحوار والنقاش بالنكات، متميزًا في ذلك بخفة الظل وسلامة النفس والطوية. واستمرت صلتي به بعد ذلك، غير أنها كانت محكومة بظروف عملنا، فقد عمل في الخارجية، واستمر على أسلوبه الصريح والعميق، وانعكس ذلك على مسيرته الإعلامية، وأصبح بارزًا في مجال الإعلام إبان عمله مستشارًا في جريدة المدينة، وكان بجانب ذلك يمارس كتاباته الصحفية، حيث غلبت على مقالاته السياسة، فمقالاته تتميز بعمق سياسي وعمق علمي، ومنطق جاذب.. وأذكر أنه كان من جلساء الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وكان الأمير يستظرف الأخ رضا، ويعتبره فاكهة المجلس.. وأذكر أنه في إحدى جلسات الأمير عبدالمجيد كلمني الأمير عبدالمجيد في أمر أحد الطلاب الذين أوصى بهم رضا لاري، فقال الأمير لي : أرجوك اقبلوه وأنقذني من لسان رضا. ومن جاذبية هذا الرجل - شفاه الله - أنه كان يدخل في كلامه أشياء ظريفة، ويمكنني القول إنه شخصية إعلامية بارزة، وتجلى تميزه وبروزه في هذا المجال من خلال رئاسته لتحرير جريدة عكاظ، وسعودي جازيت، حيث هو ممن يجيدون التحدث باللغة الانجليزية، كما ظل دومًا يفتخر بأنه من سكان جدة، وكان يحدثنا عن ذكرياته القديمة مع جدة التي فقد الكثير منها، فهو صحفي ومن محبي جدة ودائمًا يعشق جدة. ولا يسعني في هذه العجالة إلا أن أدعو له بالشفاء العاجل، وأن يبلغه الله تمام العافية حتى يعود إلى عمله الصحفي ويمتعنا بمقالاته الرصينة.