كل يوم تجلدنا أخبار مقتل تالا بأسواط العذاب، ما قالته والدتها عن سلوك القاتلة الطبيعي وأخلاقها العالية حتى ما قبل الجريمة البشعة، ما يقوله والدها عن بقائها برضاها فترة أطول من فترة العقد لرغبتها في العمل مقابل الحصول على قيمة التذكرة، الصور المصاحبة للأخبار ابتسامة تالا ودمها المراق وبكاؤنا المرير ونحيبنا الذي ينوح في أضلاعنا كما تنوح العواصف في بيت مهجور! مهجور لدرجة قاتلة، للحد الذي نشعر فيه بساطور القاتلة يهوي على رقابنا جميعاً في كل لحظة ومع كل نبضة، مهجور لأن لا تصريح للجهة التي استلمت القاتلة، لا أحد يمكنه التنبؤ في سير الأحداث، هل ستصبح قضية تالا كقضية مشاري، وتدخل متاهة التسييس؟ أم تكون كقضية المعلمة في حائر الرياض التي قتلت دهساً أكثر من عشر مرات ليتدخل الطب النفسي ويرفع الحد! أم تحسم كما حسم مقتل أحمد الغامدي على يد زوجة أبيه المواطنة؟! العواصف داخلنا لا تطاق وتالا لا تغادرنا أبدًا ومرارة قتلها تزداد بمشهد ابتسامتها البريئة وبريق عينيها المتخم بالاتهامات لا يبرح أعيننا، إلى متى وإلى أين؟ هل يحترم ألمنا أحد؟ هل يقدر هذا الوجع أحد؟ هل يشعر بما تشعر به أسرة تالا المكلومة وأسرة مشاري الثكلى، هل ينتهي هذا الصمت قريبًا ويصدح بكلمة الحق ويقيم العدل ليمنحنا بعضًا من الحياة؟! هل نسمع صوتاً لسفارات القتلة يعتذر عما يرتكبه رعاياهم بحق الأبرياء بدل الاستماتة في الدفاع عن المجرمين ودفع الحدود الشرعية عنهم حتى بالإساءة للسعودية والسعوديين، هل نحن ضعفاء للاستهانة بنا لهذا الحد؟! يقتل أبناؤنا بتخطيط وإجرام مكين ثم تهاجمنا صحف القتلة وتتهمنا بأننا سبب تحويل ملائكتهم لشياطين وينتجون الأفلام الدرامية لتوثيق جريمتنا النكراء ونحن لا نملك إلا الانتظار والفرجة! إن لم يؤخذ بحق الضحايا ويقام القصاص الشرعي في القتلة لن تتوقف الجريمة بل ستتصاعد وتتكاثر وربما يقدم ذوو الضحايا للانتقام من القتلة بأنفسهم، وصدق الحق تبارك وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) فلنتق الله ونحافظ على الحياة. [email protected]