قُتل الرضيع مشاري شرق المملكة على يد خادمته في جريمة بينة، وسيّد الأدلة مُتحقِّق منذ البدء، وكُنَّا نتوقّع الإسراع في تنفيذ القصاص من المجرمة جزاء جريمتها الوحشية البشعة وردعًا لمن تسوّل له نفسه قتل الأبرياء في بلاد العدل والشرع، إلا أن ذوي القاتلة سيّسوا قضيتها وبدأوا التفاوض مع والد مشاري للتنازل، وما زالت جلسات محاكمة المجرمة قائمة. مشاري أصبح هيكلا عظميًا والمُجرمة القاتلة التي لم يردعها بريق عينيه ودمعه الذي يتوسلها أن تطعمه فتمزج الحليب بسم الفئران مرارًا وتكرارًا إلى أن فتت كبده الصغير وتعطلت أجهزة جسده الغض، المجرمة تجد من يدافع عنها ويقاتل من أجل تعطيل الحد الشرعي، وصور مشاري تطرح علينا مئات الأسئلة الدامية ونحن نرى ونسمع وننتظر! ثم جاءت خادمة تالا ذات الأربع سنوات لتفصل رأسها عن جسدها ولكن هذه المرة غرب المملكة، فتُحمل تالا للثلاجة وتُحمل القاتلة لتلقِّي العلاج، ويستمر هذا المسلسل المرعب الذي يقوم بدور البطولة فيه مواطنات من دول إسلامية لم يُؤثر في سلوكياتهن دعم ورعاية حكومة المملكة العربية السعودية لدولتهن، وتستمر ممارسة الغش والخداع والتواطؤ من بعض مكاتب الاستقدام في الداخل والخارج؛ باستقدام القتلة المجرمين بمسمى عاملة منزلية وسائق خاص، في حين نعرف أن الحقيقة الظاهرة هي أن مصادر العمالة تُصدِّر لنا خريجي سجونها، وتفلتر رعاياها على حساب استقرارنا وأمننا وأطفالنا، فتخصنا بالأسوأ والأبشع. مع بقايا احتفالاتنا الوطنية نتلقى خبرًا يفجعنا بطفلٍ آخر من أطفال الوطن تستنجد دماؤه وتستغيث أشلاؤه بمن يملك الحق والقدرة على ردع المجرمين وحفظ الدم السعودي وكرامة المواطنين. نحن بانتظار القصاص من المجرمتين لردع من يُفكِّر أن قتل السعوديين قابل للتفاوض بشيء من الضغوط والحملات الإعلامية الإجرامية. نحن أيضا بانتظار محاسبة المكاتب التي استقدمت هاتين المجرمتين، وسوّغت دخول المجرمين والسفاحين لبيوتنا، وسهّلت وصولهم لأطفالنا! مشاري آلامه وعذابه وروحه، وتالا دمها ورعبها ورأسها المفصولة بساطور يُوجّهون معنا اتهامًا يتجاوز القاتلتين المجرمتين! [email protected]