حذَّر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: من حق النبي علينا أن نحذر الغلو فيه فإن الغلو في ذاته أمر محرم شرعًا بل يجب أن نعتقد أنه عبدالله ورسوله وأنه جاء ليعلم الناس عبادة الله ويدلنا على عبادة ربنا ويرشدنا كيف عبادة ربنا ولم يبعث ليعبد من دون الله ولا أن يعظم من دون الله ولا أن يصرف له شيء من دون الله، قال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم» وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله». وحذَّر المفتي من أن يصرف أي شيء من العبادة كالدعاء والخشية للنبي من دون الله قائلاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصرف له شيء من العبادة فلا يدعى من دون الله ولا يخشى من دون الله ولا يستغاث به من دون الله. كما حذر من الذين يزعمون أو يتصورون أن الدعاء عند قبره عليه الصلاة والسلام قد صار مستجابًا ومتصلاً بالله فقد صرفوا شيئًا من العبادة لغير الله وإنما شرع للمسلمين السلام على النبي وعلى صاحبيه وليس الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فإن الدعاء والرجاء والتوكل يكون لله وليس لغيره قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد»، فهذا منهجه عليه الصلاة والسلام، فأما الغلو فيه ودعاؤه من دون الله أو الصلاة عليه على شكل ابتهالات فلم ينزل الله بها من سلطان بل تجاوز الغلو النبي إلى غيره من الأولياء الصالحين من دعاء عند قبورهم وذبح لهم وهذا أمر محرم لأنه صرف نوع من عبادة الله لغير الله. وأردف المفتي أنه يجب أن نحب نبينا محبة صادقة عظيمة فوق محبة النفس والولد والوالدين والناس أجمعين دون أن نغلو في هذه المحبة، فمحبته صلى الله عليه وسلم سبب لمغفرة الذنوب، كما أنه يجب علينا أن نتبع سنته وآثاره ونتمسك بها في كل أحوالنا وننصر سنته وندافع عنها وننشرها ونوضحها وننكر على من خالفها أو امتنع عن العمل بها أو استهزأ بها أو سخر منها، ولنعلم أن من يسبّه أو يقدح فيه ما هو إلا منافق قد أشرب قلبه بالنفاق.