حب الوطن غريزة إنسانية تزداد رسوخا ووهجا وتألقا حين تقوم على الاعتزاز بالمنجز والابتهاج بالحاضر والتطلع إلى المزيد من أسباب القوة والمنعة هل سنتحدث عن حب لوطن بعدما مرت بنا ذكرى هذا اليوم وحدث ما كان متوقعا من فوضى وعدم انضباط سلوكي من بعض الشباب الذين اختلطت عليهم الأمور فلم يفرقوا بين أدبيات الاحتفاء والتعبير عن حب الوطن وتاريخه، وبين الفوضى وخلع رداء الحشمة سلوكا ومظهرا وممارسة سلوكيات غير منضبطة تسببت في العديد من الحوادث الدامية على مستوى تكسير وتدمير مادي ومعنوي سجل في ذاكرة المدن التي روع أهلها ما حدث. والعديد منهم آثروا عدم الخروج من منازلهم حفاظا على أمنهم وأبنائهم حتى لو كان الخروج اضطراريا لزيارة اهل او مرضي أو توفير دواء ومراجعة لطبيب !! من المسؤول عما حدث؟ ألم تحدث هذه الفوضى قبل أعوام وتسببت في تدمير للمحلات في عدد من المدن ؟؟ إذا لماذا لم تكن هناك استراتيجية للمنع ؟؟ وما دور الأهل والمدرسة والجامعة في عدم المنع أو على الأقل تهذيب هذه السلوكيات قسرًا إن أخفقوا تربية ؟؟ ما حدث لم يكن تعبيرًا عن اعتزاز بيوم توحدت فيه المملكة تحت اسم واحد وشعار واحد, بل كان شرخا لمعاني عديدة منها الأمن النفسي والاجتماعي للأفراد والجماعات. وتمرير لبقاياها في ذاكرة الأطفال مما قد يؤدي إلى تكرار قادم أسوأ من الذي حدث طالما كان هناك تجاوز عن دراسة هذه الظاهرة التي تكررت سنويا وتأذت منها الأغلبية. حب الوطن غريزة إنسانية تزداد رسوخا ووهجا وتألقا حين تقوم على الاعتزاز بالمنجز والابتهاج بالحاضر والتطلع إلى المزيد من أسباب القوة والمنعة، حتى لو كانت هناك تطلعات الى الأفضل, أو عدم قناعة بما هو منجز للمعرفة وأن بالإمكان تقديم الأحسن والأكمل. منذ أعوام طالبنا ان يكون احتفاؤنا بهذا اليوم يفترض أن يغرس في وجدان الناشئة ماذا يعني حب الوطن ؟ وكيف يكون عمليا لتعزيز الانجازات الأمثل ويتم فيه تكريم المتفوقين في التعليم وفي المواهب وفي مختلف القطاعات الصناعية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية والأمنية, مما يغرس في وجدان الناشئة معنى ان الوطن هو الانجاز الأمثل وان المواطن والمقيم هم الوقود لتسيير عجلة العمل والتقدم. مع توفير مظلة العدالة الاجتماعية للجميع كي لا يكتب متشدق ان عدم العدالة من أسباب الفوضى. وكما هو مطلوب أن يتم تحقيق وغرس مفهوم المواطنة الحقة في وجدان الأفراد كي يكونوا بنيانا مرصوصا, فإن على الأجهزة المسؤولة المتعددة إعادة النظر في آليات المنح والمنع, في استراتيجيات التربية والاستثمار في الناشئة استثمارا للمستقبل القادم. واحتوائه علميا وعقديا واجتماعيا فهم الثروة الحقيقية للوطن. والأفضل مراعاة الوضع الأمني الحالي وقنوات التواصل الاجتماعي وسهولة انتقال المعلومة التي تسري في النفوس محدثة هزة نفسية تشكل ما يسمى ب(الضمير الجمعي) الذي سرعان ما يسهل استخدام هذه الكتل البشرية لتحقيق أهداف سلبية تتجاوز لاسمح الله ما حدث هذا العام وما قبله. ** فاللهم نسألك الأمن والأمان لوطننا والمزيد من التقدم والرفاهية للجميع وليحفظ الله ولاة الأمر ويسخر لهم البطانة الصالحة. [email protected] أكاديمية وكاتبة