في مثل هذه الأيام من كل عام تعود لنا ذكرى غالية على قلوبنا، نستعرض فيها تاريخًا مجيدًا وعزًّا تليدًا لهذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز، وحتى يومنا هذا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. فلا يخفى على الجميع ماذا كان حال الجزيرة العربية وما كان منتشرًا بها من الفساد الديني والأخلاقي، وتفشي الجهل والعصبية، وكثرة الاقتتال والتناحر، وعدم الأمن والأمان والاستقرار، حروب وغارات وسفك دم وسلب ونهب، إلى أن قيّض الله لهذه البلاد الملك عبدالعزيز -غفر الله له- مؤسس هذه الدولة المباركة، ومن بعده أبناؤه الذين ساروا على نهجه، عقيدة ثابتة راسخة، وقيم ومبادئ إيمانية واضحة على دين الله وشريعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بعيدًا عن الأهواء، يقينًا بثوابت الإسلام وسموه ورفعة شأنه. فبدأ الملك المؤسس -رحمه الله- بتوحيد البلاد بعد أن كانت في شتات، ثم أخذ يبسط الأمن في ربوعها بمنهج الحق والعدل والمساواة، وإزالة الشحناء، فعم الأمن والأمان إلى يومنا هذا بفضل من الله. وبعد أن أمن الناس واستقرت أحوالهم أصبح هدف المؤسس النظر فيما يحتاجونه لتستقيم أمور حياتهم ومعاشهم، من تأمين للمسكن والغذاء والدواء والتعليم، وغير ذلك من الأمور.. فأنشئت الوزارات، وبنيت المباني، ووضعت الخطط والإستراتيجيات الكفيلة بتحقيق ذلك.. ولا يزال البناء مستمرًا، والاهتمام ببناء الإنسان القوي الأمين حاضرًا ملموسًا. ففي هذا العهد الميمون، عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- نالت جميع القطاعات ميزانيات ضخمة لتسريع خطط التنمية بما يكفل العيش الكريم لكل فرد في هذه البلاد المباركة. فبدأ بتعديل سلالم رواتب الموظفين، شمل حتى المتقاعدين منهم إلى الزيادات الملموسة للقرض العقاري، وقروض بنك التسليف، وزيادات مخصصات الضمان الاجتماعي لكي يضمن للفرد حياة كريمة هانئة. ولا يخفى على الجميع انتشار المشروعات وتسارع خطاها، سواء في القطاع الصحي، وما نلاحظه من بناء للمستشفيات التخصصية والمستوصفات، أو في قطاع التعليم وبناء المدارس وإحلالها مكان المباني المستأجرة، وفي هذا العهد الزاهر أعيد فتح باب الابتعاث الخارجي، ولا يزال مفتوحًا بما يضمن لأبنائنا تعليمًا متميّزًا ومستقبلاً مشرقًا.. وفي هذا العهد المبارك نلمس نقلة حضارية لهذه البلاد في توسعة الحرمين الشريفين، والاهتمام بالمشاعر المقدسة، وكل ما من شأنه توفير الراحة والسكينة لقاصدي هذه الأماكن. كما تشهد منطقة مكةالمكرمة مشروعات تنموية وتطويرية لإعمارها وبنائها وفق أحدث التقنيات من قبل الحكومة الرشيدة، والجهد المتواصل من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل -حفظه الله-. ولا يخفى على الجميع الدور الهام والبارز الذي تقوم به هذه البلاد في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين ونشر عقيدة التوحيد، ونصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. إن ما توليه حكومة المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تجاه الوطن وأبنائه لواجب عظيم، مهما سطرت السطور لن توفيه حقه، فنسأل المولى جلت قدرته أن يديم العز والفخر لهذا الوطن، ويجعل راية التوحيد خفاقة عالية، ويحفظ ويديم لنا مليكنا، وولي عهده الأمين، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد. مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة عبدالله بن عبدالعزيز الناصر