على الرغم من تنوع الموضة النسائية والاستيراد من مختلف الدول، فإن حياكة الصوف لا تزال هواية نسائية تقاوم رياح العصرنة في ليالي الشتاء وبخاصة في القرى. ويرى البعض أن الاهتمام بهذا التراث ينبغي أن يتمثل واقعًا من خلال دعم هذا التوجه؛ للحفاظ على هذا التراث العريق وبخاصة أن هذه المهنة يمكن أن تحمي من عثرات الزمن في ظل ارتفاع الأسعار حاليًا. تقول أم فيصل التي تبلغ من العمر 55 عامًا: على الرغم من تنوع فنون الموضة حاليا الا أن النساء في القرى لا زلن متمسكات بحياكة الصوف في أيام الشتاء الممطرة مشيرة بأن معظم النساء يقضين وقت فراغهن وسهرات ليل الشتاء في حياكة الصوف، كما يجتمعن سوية في أيام الشتاء فتعلم الواحدة الأخرى طرق وأساليب جديدة في الحياكة، واوضحت أن حياكة الصوف ارث تناقلته الأجيال، مشيرة إلى استعمالهن للصنارة و«الاسياخ»، لتصميم الثياب الصوفية وإهدائها للأبناء والأحفاد. وتتنوع صناعة الصوف فمنها الشالات، واللفحات، والكنزات، والقبعات، والجوارب والكفوف وغيرها من الثياب التي تقي البرد. انواع الصوف وتقول العمة أم محمد والدة لأربعة بنات: فصل الشتاء له خصوصية ويكون أجمل عندما نقضي كل لحظة من يومنا الشتوي في حياكة الصوف التي تعد تقليدًا قديمًا يعاني الاندثار وعدم اهتمام الفتيات به كثيرًا كالسابق. واضافت أن كل قطعة أنجزها تشعرني بالفرح والسعادة بالنسبة لي أولًا وللشخص الذي تحاك له ثانيا مشيرة إلى أنها تحيك جميع أنواع الصوف بالسنارة الواحدة أو السنارتين. وبجميع الادوات التي تفوق العصر الحديث. اما أم علي التي تبلغ من العمر 65 عامًا أوضحت أن القطعة الواحدة تستغرق فى انجازها فترة تختلف عن الاخرى حسب نوع الصوف، مشيرة إلى أنها قد تنجز عدة قطع في يوم واحد وهناك أعمال تستغرق وقتًا أطول، داعية الفتيات الصغيرات إلى تعلّم حياكة الصوف فربما تقيها من عثرات الزمن مشيرة إلى أن الكثيرين لجأوا لشراء الجاهز أما الجدة أم سعد قالت: تعلمت حياكة الصوف منذ الصغر، وبدوري أحاول أن أعلمها لابنتي ولكن هذا الجيل لا يكترث بهذه المهنة، معتبرة ذلك واجبًا كإرث تتناقلت الأجيال، وذكرت أن الأم تتسلى بإعداد ملابس تليق بأبنائها ويفتخرون بها. وأضافت: في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة الاعباء على زوجها فانها تفكر بالعمل بحياكة الصوف وبيعه في السوق لتوفير بعض المال. واضافت أن أعمال الحياكة تراجعت في السنوات الماضية لارتفاع أسعار الغزل اليدوي ولجوء الفتيات للعمل الآلي مشيرة إلى أن هذه الحرفة التقليدية بالرغم من بساطتها تنم عن ذكاء فطري أصيل وتظهر جمالًا وخصوصية لا يسعنا تجاهلها فهي تمارس لسد الحاجة الشخصية. واتفقت السيدات المتخصصات في هذه المهنة على اهمية اقامة مجمع صغير لحياكة الصوف بما يعود بالفائدة عليهن والمجتمع وعن فن حياكة الصوف توجهنا للسيدة أم خالد التي تتولى تعليم السيدات الحياكة وتساعدهن في اختيار الصوف الملائم للثوب الذي يردن حياكته. وقالت إن الصوف يتنوع من حيث الجودة واختلاف نوع الخيط، وأكثره استخدامًا البوليستر والقطن، وكلما كانت نسبة القطن أكثر كانت الجودة افضل، اما الوزن والنوعية يسجلان على غلاف الكرة الصوفية، وللصوف تسميات عديدة منها: «الياسمين، بولغات، جولي، بوكلي، فيتالغو، رمش العين، البيبي، برافو، مضيفةً انه يجب مراعاة أن تكون نسبة الصوف الذي يحاك للأطفال كبيرة حتى يمنع الحساسية ويجب أن يكون الصوف مشدودا على الطفل من أجل تفادي البرد.