حفزت مكانة المدينةالمنورة القائمين على مراحل التطوير مراعاة أساليب ذات كفاءة عالية تواكب أهمية وروحانية هذه المدينة ويتعين تنفيذ عمليات تخطيط وتنفيذ المشروعات والبرامج التطويرية في المدينةالمنورة بطريقة متوازنة بالرؤية وبصورة تراعي التزايد المتسارع في أعداد سكان ومرتادي المدينةالمنورة.. «المدينة» تستعرض صور اهتمام المخطط الشامل في التقرير ومن أبرزها: توقعات النمو يصل أفق التخطيط للمخطط الشامل إلى 30 سنة تقريبا، تنتهي في عام 2040م، وفي تلك السنة سيصل تعداد السكان الدائمين بناء على سيناريو توقع النمو السكاني المتوسط إلى 2.62 مليون نسمة، مع كون المدينة ستشهد قدوم 12.2 مليون زائر على مدار العام الميلادي، ويصل توقع الزوار في وقت الذروة لليلة المفردة في عام 1462ه، 518.000 نسمة. توسعة المسجد خضعت المنطقة المركزية لإعادة تطوير كامل وتم تزويدها بخدمات جديدة تدعم المسجد النبوي الشريف يلزم أن تكفي لاستيعاب الطلب المتزايد من المرتادين، وقد تم في هذا المخطط الشامل إيراد اقتراح توسعة لتخفيف الضغوط المتزايدة برفع الطاقة الاستيعابية من المصلين من الوضع القائم البالغ 550.000 إلى الوضع المستقبلي البالغ 780.000 شخص، للتوسعات المقبولة بالفعل لساحتي الحرم الشرقية والغربية، مع مراعاة استيعاب تدفقات حركة المشاة التي تتطلب توسعات أخرى في إطار تخطيط أكثر تفصيلا، ويتعين تنسيق هذه التوسعة مع طراز البناء الحضري المحيط لضمان أن التوسعة تعمل على تحسين تدفقات المشاة داخل المنطقة المركزية وتتناغم عمرانيا مع ما حولها، وستستوعب التوسعة المقترحة إجمالا ما يقرب من 1.2 مليون شخص بحلول عام 1462ه. امتداد المركزية يقترح المخطط الشامل منطقة مركزية موسعة محاطة بالطريق الدائري الجديد تجاه الجنوب والشرق والشمال وبالطريق الدائري المتوسط تجاه الغرب، ومع هذه الحدود الجديدة ستصبح مساحة المنطقة المركزية الجديدة حوالي ثلاثة أضعاف مساحتها الحالية، وستصبح المنطقة المركزية الجديدة أكثر قدرة على توفير الإسكان والمنشآت التجارية والخدمية والأمنية، لفائدة المرتادين والمقيمين. أسلوب النقل جرت العادة على أن أسلوب النقل المفضل هو السيارة الخاصة، والطابع المنتشر للمدينة يمكن أن يجعل من الصعوبة بمكان التجول بأي وسيلة نقل أخرى، وتطرح المدن الحديثة المستدامة الطلب على النقل من خلال توفير عدد من الوسائل البديلة للتحرك حول المدينة، ونظرًا لأن نظام الطرق الدائرية للمدينة يشجع في الوقت الحالي مرورًا دقيقًا كبيرًا في المنطقة المركزية، إلا أن إعادة تنظيم النقل تبدأ في المركز، وفي غصون 15 عاما سيعمل الطريق الدائري الجديد على إعادة تعريف المنطقة المركزية الموسعة وتوفير نظام لتوزيع الحركات المرورية بعيدًا عن القلب، ومع وضع ذلك في مكانه، يمكن تعديل الطريق الدائري الأول لوضع المزيد من التركيز الأكبر على المشاة ومستخدمي النقل العام. تطوير العشوائية من إحدى المشكلات الأكثر إلحاحا في المدينة هي المقدار الواسع من المناطق العشوائية التي تعتبر غير آمنة وغير جذابة، ومن أجل توفير الإسكان للمقيمين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، يقترح المخطط الشامل أنه يجب على وكالة عامة الحصول على الأراضي المتواجدة حول المنطقة المركزية، وجبل أحد، ومسجد قباء تدريجيا، ثم يمكن إخلاء الأبنية بصورة متزايدة وإعادة تنظيمها في منظومة من الشوارع المحلية الجديدة، والشوارع الشريانية الصغيرة، وفي هذه الحالة من الأراضي المتاخمة مباشرة لجبل سلع واحد، يوصي بالحصول على 88 هكتارًا أراضي وتحويلها إلى ساحة مفتوحة للاستعمال العام، وبالنسبة لغالبية المناطق المقرر إعادة تخطيطها، توصي توجيهات التصميم الحضري والمعمارية بأحجام الأبنية بأن تكون مرنة وبصورة تكفي لاستيعاب مجموعة من الإسكان. تطوير المواقع التاريخية تحتاج المدينة لأن تصبح أكثر جمالا وتظهر مواقع تراثها التاريخي والثقافي، وقد أدى النمو السريع للمدينة إلى أن كان هنالك أماكن تقليدية أقل للتجمع واللقاء وترويج التماسك الاجتماعي، وفي بعض الحالات جاء التحديث على حساب التعبيرات التقليدية للطراز في شكل المبنى، وللحفاظ على المدينة في المستقبل مع ثراء دورها الديني المتفوق وهويتها التاريخية والثقافية، وكذلك جودة حياتها، يتعين أن يعمل التطوير المستقبلي على التوازن بصورة متوافقة بين الحاجات المعاصرة لسكانها المتنامين مع الحاجة إلى عالم عام جميل يفي بالحاجات المعاصرة لإدارة العدد الكبير من الناس، وفي ذات الوقت حماية وتعزيز الصفات التي تضاف إلى التماسك الاجتماعي للمدينة والبيئة الطبيعية والاقتصاد. مشروع مراكز الخدمة يعد هذا المشروع من المشروعات الهامة والحيوية، والذي يتمثل في انشاء مراكز الخدمة على طريق «المدينةالمنورة - مكةالمكرمة»، تلك المراكز التي سيراعى عند تشييدها واكتمالها أن تأخذ طابعاً جمالياً يحاكي الطابع العمراني الإسلامي، ويتواءم مع مكانة المدينتين المقدستين، اللتين تشهدان على مدار العام إقبال ملايين المسلمين من كل بقاع الأرض للحج والعمرة والزيارة، وتأتي أهمية المشروع الذي لا يزال محل دراسة مستفيضة ودقيقة، نظراً للزيادة المتوقعة لمستخدمي الطريقين، وبالرغم من توافر مراكز الخدمة عليهما إلا أنها تعاني مشكلات متشابكة سواء على المستوى العمراني للموقع العام، أو على المستوى المعماري التصميمي لمختلف عناصر مراكز الخدمة، إضافة إلى قلة توافر الخدمة الأمنية والصحية. مستوى لائق ونظرًا لأهمية الطريقين من ناحية توافر مراكز خدمة عليهما وكي تكون على مستوى لائق بأهمية الحرمين الشريفين لدى جموع المسلمين وتتوافر بها كل الخدمات الضرورية للركاب والسائقين والمركبة والطريق، لذلك يأتي هذا المشروع، الذي يهدف الى تطوير مراكز الخدمة القائمة على طريق الهجرة واقتراح مواقع جديدة لمراكز خدمة على الطريقين، وإعداد الاستراتيجيات التنفيذية وسياسات التنفيذ والتشغيل والصيانة لتلك المراكز، لتحقيق استدامة جودة الخدمة المقدمة وتقديم نموذج عمراني لها، يعكس الطابع الشخصي والعمراني للنموذج العمراني الإسلامي، بما يتكامل مع طبيعة رحلة المنبع والمقصد بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ويعمل على تحسين الصورة البصرية لمراكز الخدمة على الطريقين، وتعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من حجم الطلب الضخم على مراكز الخدمة خلال العام وخاصة خلال موسمي الحج والعمرة. مكةوالمدينة ومن المقرر أن يكون النطاق الجغرافي لهذا المشروع على الطريقين السريعين بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وهما طريق الهجرة الذي يمر على التجمعات العمرانية وهي «الجموم، عسفان، الدف، وادي قديد، الشلالحة، الأكحل، اليتمة» ويبلغ إجمالي طوله 432 كيلو مترا، والطريق الساحلي الذي ينقسم الى جزءين هما طريق مكةالمكرمة وطريق جدة، ويبلغ طوله 70 كيلو مترًا، وطريق «المدينةالمنورة، جدة السريع» ويبلغ طوله 410 كيلو مترات، الذي يمر على التجمعات العمرانية التالية «ثول، بدر، رابغ، المسيجيد».