ارتبطْتُ بميناء جدة، في مرحلة مبكرة من عمري. كُنْتُ مُخَلِّصاً جمركيا مع والدي -رحمه الله-. وبعد أنْ التحقتُ بالإذاعة مذيعا،كُلِّفتُ يوم 27 ذي الحجة من عام 1392ه (1973م) بنقل وقائع حفل افتتاح الملك فيصل -رحمه الله- ميناء جدة الإسلامي، وهو الاسم الذي اقترحَه، وليس ميناء الملك فيصل كما كان مقرراً، "أقترحُ أنْ يُسمّى الميناءَ الإسلاميَّ، لأنّه يستقبلُ أكبرَ عدد ممكن، مِنْ حُجّاج بيْت الله الحرام". ما مناسَبةُ هذا الكلام؟ أزمة تكدُّس بضائع يعيشها الميناء، بعد أزمة عَصَفَتْ به في سنوات خَلَتْ. لا أدخل في التفاصيل ولكنْ أتساءل: هل صحيح أنّ قِلّة المُعِدّات من جهة، والأيدي العاملة من جهة ثانية، لدى الشركة المُشَغِّلة وراء التّكدُّس؟ هل صحيح أنه لا يوجد سوى مُشَغِّل واحد فقط لرصيف الحاويات؟ هل صحيح أنّ تحميل الحاوية، يتأخر لمدة قد تصل لأكثر من ثماني ساعات، للسيارة الواحدة؟ هل صحيح أنّ الوكيل الملاحي، يمنع تسليم إذْن الوصول، قبل موعد وصول الباخرة؟ هل صحيح أن الوكلاء الملاحيين، لا يلتزمون بصرف إذْن التسليم، من المواقع المخصصة لهم، من إدارة الميناء (المركِزِ التجاري) في داخل حَرَم الميناء، رغم تعليمات المدير العام لمؤسسة الموانئ؟ هل صحيح أنّ الأزمة بدأتْ منذ شهر رجب المنصرم، عندما تعثّرَ تفريغُ البضائع، في الميناء الجاف بمدينة الرياض؟ هل صحيح أنّ عدم إنشاء بوابّات للشاحنات، مخصصة بعيداً عن دخول العاملين في الميناء وراء التكدس؟ هل صحيح أن الوكيل الملاحي، لا يستلم الحاويات الفارغة، على مدار الساعة؟ هل صحيح أنه يفرض غرامة، بعد 16 يوما؟ هل صحيح أن البواخر تتأخر من دخول الميناء، بين ثلاثة إلى أربعة أيام؟ هل صحيح أنّ مُدّة تسليم البضائع تصل إلى أربعة عشر يوما؟. هل صحيح أنّ عدم وجود مواقع كافية، لوضع الحاويات ناتج عن سوء التخطيط؟ هل صحيح أنّ الطاقة الاستيعابية للميناء، لا يمكنها قبول كامل البضائع الواردة، وبخاصة الأرصفة الغربية (الحاويات)؟! أكثرتُ الأسئلة، ولا أطلب الأجوبة، فقد بِتُّ مُحْبَطَاً من عمليات التطنيش المتواصلة، وإذا تأخّر عنكم الأُرْزُ، فَبِوسْعِكم أنْ تأكلوا جاتوه.!! [email protected]