بوعي متجاوز لما هو سائد، ومستشرف لأفق عابر للزمان، تأسست جماعة فناني المدينةالمنورة على يد ثلاثة من أميز التشكيليين السعوديين يمثلهم الدكتور فؤاد مغربل، والدكتور صالح خطاب والفنان محمد سيام، فقد كان لوعيهم الكبير، ورؤيتهم النافذة إدراك أهمية تكوين جماعة تشكيلية ذات أهداف محددة، وبرامج معينة خدمة للساحة التشكيلية، فجاء تأسيس هذه الجماعة في العام 1401ه، لتصبح بذلك من أقدم الجماعات التشكيلية في المملكة والوطن العربي، ولتظل شعلتها متقدة من ذلك التاريخ مقدمة عطاءها في الساحة، متميزة بروح الفريق الواحد بين أعضائها الذين بلغوا حتى الآن (16) عضوًا حققوا شرط الانتماء إلى المدينةالمنورة موطنًا وميلادًا، حيث تضم هذه الجماعة في عضويتها كل من الدكتور فؤاد مغربل (رئيس الجماعة)، الدكتور صالح خطاب (عضو مؤسس)، الفنان محمد سيام (عضو مؤسس)، بجانب نبيل نجدي، مريم مشيخ، منصور كردي، منصور الشريف، عواطف المالكي، سامي البار، عمار سعيد، أحمد البار، أحمد الأحمدي، فاطمة رجب، إحسان برهان، زياد سلامة، عديلة عويضة. مع الإشارة إلى أن بعض الأعضاء أسهموا في مسيرة هذه الجماعة غير أن ظروفهم حالت دون استكمال المسيرة مع بقية زملائهم بسبب ظروف مختلفة. والمتأمل لمسيرة هذه الجماعة يدرك تميزها بسمة العمل الجماعي، والتزامها بروح الفريق الواحد في كافة نشاطاتها، دون تغليب لمصلحة الفرد إن لم تتسق مع مصلحة الجماعة، ولعل هذا ما مكنها من تحقيق أهدافها في نشر الثقافة البصرية بشكل عصري ومدروس، مع مواكبتها لكل تطور فيما يتعلق بقيمة العمل الفني والتخطيط الجيد والمدروس، مستفيدة في ذلك من عكس البيئة في المدينةالمنورة وما يحيط بها من ثراء جمالي انعكس بصورة جلية في أعمال أفراد هذه الجماعة، بتفرد كل فرد فيها على نحو إبداعي معين، يتكامل في صورته النهائية معطيًا نسقًا يبدو ذا صبغة متحدة في إطار تنوع داخل ثري ومكتنز بالإبداع. وكحال العديد من الجماعات التشكيلية في المملكة تجتهد جماعة فناني المدينةالمنورة في تنفيذ مشاريعها الفنية محاولة ما أمكن تجاوز العقبات المالية، فرغم ضعف الدعم المالي لهذه الجماعة إلا أنها استطاعت تنفيذ عدد كبير من الأعمال الفنية، والمشاركة في العديد من الفعاليات والمناسبة الفنية والثقافية، بما جعل اسمها حاضرًا في الساحة الفنية والتشكيلية على نحو لا يمكن تجاوزه أو تخطيه، لتبدع في مشاركتها سواء على المستوى الداخلي أو من خلال مشاركات خارجية للجماعة مثل بعض دول الخليج وبعض الدول العربية كتونس وغيرها، كما تخطط الجماعة إلى الخروج من المحيط الإقليمي والمحلي إلى العالمي بالعرض في بعض الدول الأوروبية والآسيوية، هادفة عبر هذه النافذة إلى نقل عناصر التراث من المدينةالمنورة ومن مختلف مملكتنا الحبيبة في رسالة سامية تحمل اسم الفن التشكيلي السعودي.