في السابق كنا نشكو من تأخر وصول دورية المرور لموقع الحادث، واتخاذ ما يلزم لتحديد نسبة الخطأ للمتسببين في الحادث وعمل التقرير اللازم ورفعه لإدارة المرور لإكمال إجراءات التعويض. ولقد استبشر الناس خيرًا بإسناد هذه المهمة لشركة نجم لخدمات التأمين «مهمة مباشرة الحوادث المرورية» بدلًا من الإدارة العامة للمرور في رفع الحوادث التي تخلو من الإصابات البشرية، وذلك لتقدير الأضرار الناجمة عن الحوادث المرورية ومتابعة الإجراءات التي تتطلب متابعة مع شركات التأمين. ولكن (يا فرحة ما تمت)، فما زالت المعاناة مستمرة بل زادت عن الحد المعقول. فعند الاتصال برقم خدمات العملاء بشركة نجم (920000560) يرد عليك الشريط المسجل بصوت ناعم، ويطلب منك الانتظار لأن جميع الموظفين في خدمة متصلين آخرين، ويُحذِّرك من قفل الخط لأن ذلك يؤدي الى مضاعفة مدة الانتظار، وكل هذا الوقت الذي يستمر أكثر من ساعة محسوب على فاتورة المتصل والمستفيد الأول شركات الاتصالات، وهذا الوقت المستقطع للإبلاغ عن الحادث وتحديد الموقع فقط ولم تنتهِ المعاناة بل تمتد إلى مدة أطول من الانتظار الممل لحين وصول دورية نجم لمباشرة الحادث. لقد مررت شخصيًا بتجربة مريرة مع شركة نجم ظهر يوم الاثنين الماضي حين صُدمت سيارتي الجديدة بجوار المدرسة 95 للبنات بمخطط الشافعي بمكةالمكرمة، فالرجل لديه تأمين ومستعد لإصلاح سيارتي، فاتصلت على المرور والذي طلب مني الاتصال بشركة نجم، ولم أفلح في التحدث مع المسؤول للإبلاغ عن الحادث، فاصطحبت الأطفال إلى المنزل لشدة حرارة الشمس، وعاودت الاتصال بهاتف نجم وانتظرت ما يقارب الساعة وأنا أستمع إلى الشريط المسجل بأن جميع الموظفين مشغولون وتتكرر العبارة عدة مرات ولم أستطع الإبلاغ عن الحادث، ففضلت والرجل الآخر الذهاب إلى المرور بحي النسيم بمكة لإنهاء إجراءات الحادث، ولكن المسؤول هناك طلب منّا تقرير من دورية نجم لإكمال اللازم. إلا في حالة التنازل نتمكن من أخذ ورقة إصلاح لورش السمكرة. وحيال خدمات شركة نجم المتدنية فضلت التنازل مجبرًا، لأن الصدمة سوف تكلّفني ما يقارب ستة آلاف ريال. فما جدوى التأمين في ظل تلكؤ شركة نجم وتدني خدماتها في مباشرة الحوادث المرورية دون تأخير. إنني أناشد الإدارة العامة للمرور باتخاذ ما يلزم لرفع مستوى أداء خدمات شركة نجم لرفع معاناة أصحاب الحوادث من طول الانتظار وبقاء المركبات وسط الطريق، وما ينجم عن ذلك من اختناقات مرورية وأضرار صحية بالأطفال والنساء المرافقين للسائقين، والله المستعان. عبدالرحمن سراج منشي - مكة المكرمة