واصلت قوات النظام السوري قصفها العنيف لأحياء بحمص وحلب وشنت حملة دهم في حي القدم بدمشق، وذلك بعد يوم من مقتل 137 شخصًا أغلبهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا. ونقلت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام قصفت بمدفعية الهاون وراجمات الصواريخ حي جوبر بحمص، وبلدات الغنطو وتيرمعلة بريف المدينة. وأفادت الشبكة بتواصل القصف من الطيران الحربي للنظام على بلدة ريتان بريف حلب، التي شهد عدد من أحيائها قصفا عنيفا أمس أدى لمقتل أكثر من أربعين شخصا. في غضون ذلك اقتحم جيش النظام صباح امس حي القدم بدمشق وشن حملة دهم واعتقالات وتخريب للمنازل. يأتي ذلك بعد مقتل 137 شخصا، بينهم عشرة أشخاص قتلوا في ريف حلب في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول، وأعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي بعد لقائه رئيس النظام السوري بشار الاسد امس ان «الازمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم». وقال الإبراهيمي للصحافيين لدى عودته الى الفندق الذي ينزل فيه في دمشق من اللقاء مع الرئيس السوري: «سنحاول جهدنا أن نتقدم ونجند إمكاناتنا وطاقاتنا لمساعدة الشعب السوري». وأضاف: «سيكون لنا مكتب في دمشق ووعدت الحكومة السورية بأنها ستمكنه من القيام بعمله»، مشيرا الى ان اتصالاته لإيجاد حل للازمة السورية «ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه عُثر على 17 جثة لأشخاص وجدوا مكبلين وبدت عليهم آثار التعذيب قبل أن يعدموا بالرصاص الحي في حي الأعظمية بحلب، التي وصل عدد قتلى الجمعة فيها إلى أكثر من 41 قتيلا بينهم 14 امرأة و11 طفلا. في هذه الأثناء يخوض الجيش الحر في مدينة حلب معارك يومية منذ ثمانية أسابيع مع قوات النظام التي تحاول بشكل متواصل اقتحام الجزء الذي يسيطر عليه الثوار. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان محليون: إن الطيران الحربي قصف الجمعة مركزين للشرطة كان الجيش الحر قد استولى عليهما الخميس في الميدان وسط حلب، وهو الحي الاستراتيجي الذي يفتح الطريق أمام الوصول إلى الساحة الرئيسية في ثاني أكبر مدن سوريا. وكانت قوات النظام السوري قصفت أمس الأول أحياء حيي الشعار ومساكن هنانو في حلب، وأفاد مراسل الجزيرة ناصر البدري بتعرض العديد من أحياء حلب لقصف مدفعي وجوي مكثف شمل أحياء الصاخور والميسر والفردوس. من ناحية أخرى وقع انفجار هائل بمقر استخبارات السلاح الجوي في محافظة حماة الواقعة بوسط البلاد. وأعلن قائد المجلس العسكري في محافظة حماة العميد أحمد بري قيام إحدى كتائب المجلس العسكري الثوري في المحافظة بتفجير مقر المخابرات الجوية بالمدينة، مما أدى لمقتل عشرات ما بين ضباط وصف ضباط. كما شهد حي تشرين في العاصمة دمشق اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر، ففي منطقة السيدة زينب على مشارف دمشق قامت قوات الأسد بإحراق نحو مائة منزل. أما حي القدم فشهد إحراق عدد كبير من المنازل والمحال التجارية بمنطقة السوق التجاري بالحي، وفق شبكة شام الإخبارية المعارضة. وقالت شبكة شام إن قوات النظام تشن قصفا بالهاون والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة دوما بريف دمشق، وسقط أكثر من سبعين قذيفة في أحياء دوما خلال الساعات القليلة الماضية مما أسفر عن سقوط جرحى بينهم أربعة مسعفين. من جهته التقى الابراهيمي الجمعة شخصيات من المعارضة السورية قالت انه قدم «افكارا جديدة» لجهود السلام، ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي المعارضة التي تضم احزابا عربية وكردية واشتراكية وماركسية اللقاء مع الابراهيمي بانه «هام ومفيد ومثمر» وتحدث عن «تطوير» في خطة الموفد السابق كوفي انان للحل في سوريا. وقال حسن عبدالعظيم «هناك تطوير لخطة انان. خطة الابراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك افكار وخطوات جديدة».