قالت مصادر المعارضة السورية إن 152 شخصاً قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الأمن السورية في مناطق مختلفة من البلاد، فيما كشفوا عن انسحاب آلاف الجنود السوريين بمدرعاتهم من مرتفعات جبل الزاوية الاستراتيجية في شمال غربي محافظة إدلب ويتوجهون إلى حلب. وفي وقت لاحق أفاد ناشطون وسكان محليون بأن القوات سورية تطلق قذائف مدفعية والصواريخ على منطقة التل التي تسيطر عليها المعارضة في دمشق ما تسبب بفرار مئات العائلات. وقال سكان ونشطاء إن قوات سورية أطلقت فجر الأربعاء قذائف مدفعية وزخات من الصواريخ على التل، الواقعة إلى الشمال من العاصمة دمشق، في محاولة لاستعادة السيطرة على عليها بعد سقوطها بأيدي المعارضة، الأمر الذي أثار فزعاً كبيراً وأجبر مئات الأسر على الفرار منها. وأضافوا قولهم إن الكتيبة الميكانيكية 216، ومقرها قرب بلدة التل بريف دمشق، تقصف البلدة التي يسكنها 100 ألف نسمة بمعدل قذيفة كل دقيقة، وفقاً لرويترز. وتشير التقارير الأولية أن المجمعات السكنية تضررت من القصف. وفي تقرير لاحق، قالت إحدى لجان التنسيق في حلب إن طائرات مقاتلة من طراز ميغ 21 شاركت في قصف أحياء بحلب وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا. ونشرت الجماعة شريط فيديو مصور، على موقع اليوتيوب، لعدد من الطائرات المقاتلة التي تحلق في سماء المنطقة، غير أنه لم يتسن لسكاي نيوز عربية التأكد من مصداقية الصور من مصادر مستقلة. كما تجدد القصف المدفعي على اللجاه في درعا براجمات الصواريخ وسقطت أكثر من 200 قذيفة أسفرت عن تدمير عدد كبير من المنازل. وفي وقت سابق، أفادت مصادر المعارضة السورية باقتحام القوات النظامية للسجن المركزي في حمص وسط إطلاق نار كثيف. وكانت القوات الحكومية قد استبقت عملية الاقتحام بإطلاق قنابل الغاز على السجن، فيما أعلن عن مقتل شخصين في السجن وإصابة 18 آخرين بجروح. وعلى صعيد الضحايا، أعلنت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان مقتل 152 شخصاً الثلاثاء، بينهم أفراد من الجيش الحر ونساء وأطفال، مشيرة إلى مقتل 47 شخصاً في محافظة حماة و28 في حلب، و26 في دمشق وريفها، و17 في حمص و15 في إدلب، و5 في دير الزور، و2 في اللاذقية. كما أفادت مصادر المعارضة بتعرض ريف درعا للقصف العنيف من قبل القوات النظامية، بينما تعرض حي صلاح الدين في حلب لقصف مماثل. وأفاد ناشطون بوصول تعزيزات من القوات السورية إلى جباتا الخشب في القنيطرة، موضحة أن التعزيزات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وقامت بنصب راجمات صواريخ في المنطقة. وفي الأثناء، قالت مصادر المعارضة السورية إن اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الحر وقوات الأمن بالقرب من فرع المخابرات الجوية في حلب، فيما سقطت 3 قذائف هاون بالقرب من جامع عمرو بن الجموح. وأسفر القصف العشوائي للقوات النظامية بالدبابات على منازل المدنيين في حي صلاح الدين، عن إصابة بناية بقذائف ما أدى إلى احتراقها وسقوط 25 جريحاً على الأقل. قصف صاروخي عنيف على مدينة الضمير في ريف دمشق ومدينة كرناز في ريف حماة بالدبابات وراجمات الصواريخ. من ناحية ثانية، أجرى النظام السوري الثلاثاء سلسلة تعيينات أمنية بعد أقل من اسبوع على مقتل 4 من كبار قادته الأمنيين، في وقت توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة حلب وانحسرت في دمشق حيث استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل احيائها بينما دعا العميد المنشق مناف طلاس السوريين الى "التوحد لخدمة سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد" وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.