تفاقمت بشكل خطير خلال السنوات الأخيرة ظاهرة سرقة الألبومات الإنشادية من قبل بعض المنتديات المتخصصة في محال الإنشاد، ووصل الأمر ببعضها إلى استخدام أسلوب التهديد والوعيد لشركات الإنتاج في الحصول على منتجاتها الفنية عنوة، وطرحها للمتصفحين تحت عنوان "حصري" رغم أنها في الأصل ليست حصرية بل سرقة علنية لحقوق الآخرين. ودفعت هذه الظاهرة الغريبة في سوق النشيد مجموعة من الشباب الغيورين على الفن الإسلامي للتصدى لها عبر ثلاث خطوات، الأولى: مراسلة أحد المشايخ الكبار، للحصول على فتوى واضحة تحرم سرقة هذه الألبومات والثانية: التواصل مع العلماء المعروفين لإقناع القائمين على تلك المنتديات عن حالات السطو على حقوق الآخرين، أما الخطوة الثالثة فتتمثل في حصر الألبومات الإنشادية "المسروقة" والتواصل مع الجهات المنتجة لها للحصول على موافقتها ورفع دعاوى قضائية ضد تلك المنتديات حال عدم تجاوبهم مع فتاوى وتحركات العلماء. "الرسالة" طرحت قضية سرقة الألبومات الإنشادية بواسطة قراصنة المنتديات الالكترونية، ورؤية بعض العاملين في الحقل الإنشادي لتلك الظاهرة وكيفية مكافحتها بدون مضاعفات جانبية على سوق النشيد. مخالفة شرعية ودولية في البداية طالب الناقد محمد العبد رحمن جميع المنشدين الذين يمرون بهذه المعاناة تقديم شكواهم لهيئة الاتصالات خاصة أن ظاهرة سرقة الألبومات الإنشادية من قبل بعض المنتديات الإنشادية زادت بشكل خطير في السنوات وهو ما يتصادم مع قيم الإسلام في الحفاظ على حقوق الآخرين، كما يمثل انتهاكا خطيرا لحقوق المنتج والمؤلف وفق الأعراف والاتفاقيات الدولية. وشدد على ضرورة التواصل مع العلماء الكبار لإيضاح خطورة الأمور والتحرك لإيقاف تلك اللصوصية وتجريم عمل تلك المنتديات، موضحا انه يتم العمل حاليا على حصر الألبومات الإنشادية التي تنشرها المنتديات على صفحاتها بشكل غير قانونى، والتواصل مع المؤسسات الإعلامية التي أصدرت هذه الألبومات للحصول على تأييد منها لرفع دعاوى قضائية نيابة عنها أمام الجهات المختصة. واعتبر العبدالرحمن أن قضية حفظ الحقوق لم يعد لها أهمية عند كثير من الناس، بعدما باتت السرقات سواء على مستوى الأناشيد الإسلامية وغيرها سلوكا يتكرر يوميا وبشكل كبير، مشدداً على ضرورة الالتفاف حول هذه القضية، وتجريم كل من يعتدي على الحقوق. من جانبه أوضح المتحدث الإعلامي بفرقة دانة أن المنتديات التي تستخدم أسلوب التهديد لجلب جديد الإنشاد الهادف خطوة تثير القلق لمستقبل النشيد الإسلامي، منوهًا أنه لم يكن يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، ووصف ما يحدث بأنه لا يرقَ للمبادئ الإسلامية الحسنة، وان هذه السرقات لا ينبغي أن تكون داخل الفن الإسلامي الذي من المفترض أن يضرب مثالا للالتزام بالقواعد الأخلاقية والقانونية أمام الأخر. حل وسط ووجه بارود توصية للقائمين على أمر تلك المنتديات قال فيها: "أود من المنتديات التي تنشر بعض الألبومات بشكل غير قانوني أن تحاول شراء الألبوم بالحق الإلكتروني بمبلغ يرضي الطرفين، وتقوم بعد ذلك ببيع المادة الصوتية كما تفعل بعض مواقع الفن الأخرى، وهذا الحل الأنسب من وجهة نظري". وطالب شركات الإنتاج أن تحدد مدة زمنية للحقوق تُطبع على غلاف الألبوم، وبهذا التحديد تتعامل شركات الإنتاج والمنتديات بشكل منظم واحترافية، كما تستفيد الشركة من العائد المادي، وبالتالي يسهل نشر الفن الهادف، ويعم الخير على الجميع. حركات فاشلة أما المنشد سعيد أحمد فأعتبر أن ما تقوم به المنتديات من حركات ينم عن بث مواد فيها جهد مهني وقادرة على جلب القراء لهم، مبينا أن هذه الحركة يقوم بها القلة ولا يمكن تعميمها على كل المنتديات. وبين سعيد أنه في حالة قام أي من المنتديات بتهديد أحد المنشدين فعليه عدم الالتفات إليه وأن يتجه فورا إلى الجهات الرسمية لتقديم شكوى ضد من تسول له نفسه التعدي على حقوق الغير. من جانبه قال المهتم بالمجال الإنشادي عمر باجسير إنه لا يحق لأي جهة كانت سواء منتدى أو موقع إلكتروني أو شركة منافسة أن تقوم بنشر أي شيء سواء كان مختصا بالإنشاد أو الغناء وكذلك الأمر ينطبق على القرآن، مبينا أن هذه حقوق ملكية ولا يحق لهم التعدي عليها تحت أية مبررات. ونوه باجسير أنه في حالة وصول مثل هذه التهديدات من قبل المنتدى على المنشد نفسه فعلى المنشد ألا يتردد في تقديم شكواه للجهات المسؤولة، ولكن إن قام شخص من خارج المنتدى بإنزال الأنشودة على مواقع الإنترنت فعليه سرعة مخاطبة المواقع بحذف الأنشودة ليضمن حقه. ________________ أسباب ابتزاز بعض المنتديات لمنشدين: 1- جلب قراء أكثر 2- عدم إبلاغ الجهات الرسمية في حال وجود تهديد 3- تكاسل المنشد في رفع الدعاوى ____ طرق التعامل مع حالات الابتزاز الفني: 1- التواصل مع هيئة الاتصالات لحجب المنتديات المبتزة 2- إخطارهم في حال التهديد بمخاطبة الجهات المختصة 3- عدم التوقف عن العمل خوفًا منهم