توالت ردود الفعل الدولية أمس على مقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في هجوم استهدف مساء الثلاثاء القنصلية الأميركية في بنغازي احتجاجًا على فيلم مسيء للاسلام. وقال أوباما في بيان نشره البيت الأبيض "أدين بشدة الهجوم المشين على البعثة الدبلوماسية في بنغازي والذي أدى إلى مقتل أربعة أميركيين من بينهم السفير كريس ستيفنز". وأضاف "الآن يصلي الشعب الأميركي من أجل عائلات الذين فقدوا، والذين جسدوا التزام الولاياتالمتحدة بالحرية والعدالة والشراكة مع الدول والشعوب في انحاء العالم، ويقفون على الجانب الاخر من هؤلاء الذين سلبوهم حياتهم دون رحمة". بدورها اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن مقتل السفير الأميركي تم على أيدي "مجموعة متوحشة ولكن صغيرة" في هجوم يجب أن "يهز ضمائر" الناس من كافة المعتقدات. وأصدر مجلس الامن الدولي بيانا دان فيه ب "اشد التعابير حزما" الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وانزال متظاهرين العلم الاميركي عن السفارة الاميركية في القاهرة. وفي هذا البيان اعتبر اعضاء مجلس الامن ال15 ان هذه الاعمال "غير مبررة مهما كانت دوافعها ومرتكبيها". وقال جفري فلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية امام مجلس الامن الدولي "ندين بأشد العبارات" هجوم بنغازي، مضيفا ان عملية القتل "تزيد التأكيد على التحديات الامنية التي تواجه السلطات في ليبيا". وأدان الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسن بشدة الاعتداء، وقال في بيان "ادين بشدة الاعتداء على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي ادى الى مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير". ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الهجوم في برقية الى هيلاري كلينتون قال فيها "ندين بشدة هذه الجريمة التي تظهر مرة اخرى ضرورة ان تبذل جهود مشتركة من جانب بلدينا وكل المجتمع الدولي في مكافحة شر الارهاب تحت كل اشكاله". وبالمثل، دان حلفاء الولاياتالمتحدة الاوروبيون بدءا بباريس ولندن اللتين كانتا وراء الدعم العسكري الغربي للمعارضة الليبية بهدف اسقاط نظام معمر القذافي، وكذلك المانيا وايطاليا وكندا هذا الهجوم. ودانت مجموعة المحافظين في البرلمان الاوروبي ايضا الهجوم على القنصلية واصفة اياه ب "الهجوم الارهابي". ودعت فرنسا السلطات الليبية الى "التحرك" و"اعتقال قتلة" السفير الاميركي في ليبيا. وفي القاهرة دان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الفيلم المسيء للنبي محمد معتبرا انه "في منتهى التدني الاخلاقي" ولكنه دعا الى "ضبط النفس". وقال قنديل في مؤتمر صحافي في القاهرة ان "الفيلم المسيء للرسول في منتهى التدني الاخلاقي وجموع الشعب المصري، بمسلميه ومسيحييه، يعبرون عن غضبهم ورفضهم لهذه الاساءة والحكومة ستقوم باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن"، مضيفا "نناشد شعب مصر العظيم ان يلتزم في التعبير عن الغضب بضبط النفس". ونددت الجزائر بالتصرف "غير المسؤول" لمنتجي الفيلم الذي "يسىء للاسلام ونبيه"، واعتبرت المساس بالمقدسات يستدعي "السخط والادانة لأن هذه الاستفزازات هدفها تأجيج الكراهية والتوتر وتقويض الجهود في اطار الحوار بين الحضارات والاديان". وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست فان "جمهورية ايران الاسلامية تدين بشدة اهانة الاسلام وتتعاطف مع الامة الاسلامية الجريحة".