ما كنتُ أتمنى، وزهاء خمسةِ ملايين طالب، يتهيؤونَ للدُّخول إلى مدارسهم، في اليومِ الأوّل من هذا العام الدراسي، أن لا يتمكن "نحو مائتي طالب من الذهاب إلى مدرسة مصعب بن عُمَيْر، في أُمِّ الحجل بمحافظة أبي عريش في مِنطقة جازان"(صحيفة الشرق، 15 شوال 1433ه، ص 9) لكنّ العُذْرَ الذي ساقه مدير الإعلام التربوي في المِنْطقة (محمد الرياني) غير مقبول، "معوقات تكمنُ في قلة الموارد المالية"!! ولو قال شيئا غيرها لأمكنَ بَلْعُه، ولقلتُ: هذا تراجع، يمس حاضر التعليم ومستقبله، أمّا أنّ المعوقات "تكمن في الموارد المالية" فهذا يطرح الأسئلة التالية: أين ما رصدته الدولة في خُطّة التنمية التاسعة (الحالية) لقطاع التعليم العام (وِزَارة التربية والتعليم) ومَنْ المسؤول؟ وِزَارة التربية والتعليم؟ أم تعليم مِنْطَقَة جازان؟ أم أنّ هناك أسبابا أخرى؟ أم هدرٌ مالي، حال دون تأمين وسائل نقل لهؤلاء الطلاب، وربما لغيرهم من طلاب وطالبات آخرين، مع أنّ الخُطّة نَفْسَها طالبتْ ب" تفعيل خِدْمات النقل المدرسي التعاوني للطلاب، وتوسيع النقل المدرسي للطالبات، المُسْنَد للقطاع الخاص". أتعجّبُ مما حدث !! أكادُ لا أُصَدِّقُ أنّ المال يَعُوقُ التنمية التعليمية، في بلد يتمتع بحمد الله بخير وفير، ومسؤولين يتحتم عليهم أنْ يدركوا أنّ التحديات التي تواجه التعليم، تواجه أهَمّ شِرْيانٍ في دماء المجتمع، وعروقه. ما يحتاجه التعليم العام من وجهة نظري: إدارة يتعاظم دورها في الاستفادة من ميزانية الوزارة، لتعزيز الكفاءة الداخلية للنظام التعليمي، وفاعليته، وجَوْدَتِه، وتحسين مستوى الطلاب، أخذاً في الحُسْبَان- كما قالت الخُطة-:" أن العملية التعليمية، تتركز حول إعداد أجيال قادرة على الفهم السليم، والاستيعاب، والتطوير، والابتكار". تراجُع القيمة التعليمية، خسارة وأيُّ خسارة !! تتعرض لها قوى بشرية، يُلْقى عليها اللومُ إذا قصّرت، والخشية كل الخشية أن يتكرر ما حدث في مدارس أُخْرى، يَجْنِي عليها ما أطلقَ عليه مديرُ الإعلام التربوي في مِنْطقة جازان" معوقات تكمن في قلة الموارد المالية"!!. [email protected]