لم أستغرب كثيرا التصرف الفوري للمترجم الإيراني لكلمة رئيس مصر الدكتور/ محمد مرسي الذي تجاهل أولاً ترضيه على الخلفاء الأربعة، والذي فهم أن سوريا بالعربية تعني البحرين بالفارسية، لكني تعجبت بشدة من جاهزيته لمواجهة حالة من هذا القبيل وبهذه الصفاقة المنقطعة النظير. في رأيي المتواضع ثمة احتمالان: أولهما أن المترجمين قد خضعوا لتدريبات عالية الجودة على (التزوير) الفوري للحقائق دون تردد ولا تلكؤ. في عهد الربيع العربي تغيرت العادات الدبلوماسية الباردة إلى ممارسات تعبر عن الواقع، بمعنى أن القائد يعكس صوت شعبه وضمير أمته، فلا يحسب حساباً إلا لما تقتضيه مصلحة بلاده، ولما يليق بها من مكانة وتاريخ. وعليه فقد حسب صاحب القرار الإيراني لوجود الرئيس المصري ألف حساب، وقرر تدريب حتى المترجم على سيناريو تحريف (الكلام) اللي (ما يعجب) الآيات والمجتهدين والمعممين. وأما الاحتمال الثاني فهو شيوع روح الفريق الواحد، وإن كان على ضلال، فكانت الغاية تبرر الوسيلة مهما دنت وانحطت الوسيلة لأن الغاية كذلك أصلا. إنه جلد عجيب واتباع للباطل في أدق التفاصيل! هل حقيقة بلغ الالتزام بالهدف الواحد تلك الدرجة العالية من الانضباط، فغدت الرؤية واضحة جدا بلا غبش ولا ضبابية! وهل ذلك يفسر الحملات المرتبة المنظمة لنشر الفكر الصفوي في ديار السنة المسلمين ابتداء بالدول الفقيرة في أفريقيا مروراً بالمتوسطة منها وحتى الغنية عبر أساليب مبتكرة وأموال ضخمة وخطط ماكرة! وهل دعم النظام الفاشي الجائر في سوريا جزء من المخطط الكبير الذي سيتعرض لانتكاسة قاصمة بمجرد سقوط النظام هناك، وهو كائن لا محالة إن شاء الله تعالى؟ وهل كل ذلك الجلَد البالغ يعطي أهل السنة خاصتهم وعامتهم درساً في فنون المجالدة والمصابرة والعمل ضمن خطة واضحة وبروح الفريق الواحد الذي يدرك كل عضو فيه أن الخسارة ليست فردية، وإنما هي للمجموع، بل هي انتكاسة للحق والرشاد والهدى!! لماذا لا يكل الصفويون ولا يملون؟ ولماذا يبدون وكأنهم على قلب رجل واحد أصحاب رسالة (سافلة)، في حين يعجز الطرف الآخر عن فل الحديد بالحديد ومواجهة التخطيط بالتخطيط، وبذل المال مقابل المال!! [email protected]