كتب الإسرائيلي المشهور عنار شليف مقالاً في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية يوم 26 أغسطس الماضي يقول فيه: (إن إيران محتاجة إلى إسرائيل بصورة بائسة، فلولا وجود إسرائيل لاحتاجت إيران إلى إيجادها، فإسرائيل هي ترياق النظام الإيراني الذي يجب أن يُشترى، فهو باقٍ بفضلها منذ سنين طويلة. إن الخطاب المعادي لإسرائيل يمكّن نظام الملالي العنيف من صرف انتباه الجماهير عن مشكلاتهم الحقيقية، وعن أزماتهم الاقتصادية، وعن غلاء المعيشة..) ربما صدّقنا هذا الرجل وهو كذوب، فاليهود قوم بهت وكذب باستمرار. وما تفعله إيران اليوم بالعزف على نغمة الشيطانين الكبير والأكبر، إنما هو تكرار لما مارسته أنظمة عربية بائدة وحاضرة من التعلّق بشعارات المقاومة والممانعة، والرفض والصمود، وبقية الشعارات الجوفاء التي أضاعت البلاد، وأرهقت العباد، وضمنت للطغاة استمرار استبدادهم وفسادهم وقمعهم لكلِّ رأي مخالف. وإيران اليوم، ومنذ ثورتها قبل 33 عامًا تستغل هذا العداء الصوري لتظل العمائم في موقع الأمر والنهي، ولتسخّر موارد البلاد لخدمة الأهداف الخفية، ومنها نشر مبادئ الثورة على الطريقة الخمينية، وعلى رأسها بث التشيّع في ديار السنّة، وإضرام نار الفرقة والاختلاف. والملالي في إيران لا يقولون الحقيقة في القضايا الصغيرة فكيف بالكبيرة؟! وحتى كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في افتتاح قمة عدم الانحياز الأسبوع الماضي حُرّفت -عمدًا ومكرًا- فتم استبعاد ما شاؤوا، واستبدلوا من الكلمات ما شاؤوا. لم تتضمن الترجمة الفورية الترضّي على سادتنا الخلفاء الراشدين الأربعة، وقلبوا التنديد بسوريا إلى البحرين، وهما لا يستويان لفظًَا، ولا جغرافيةً، ولا جرمًا وشناعةً. وأمّا فضائيًّا فيمارس النظام الكذب والبهتان على مدار الساعة، ابتداءً بذم كبار الصحابة، وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهم أجمعين- وانتهاءً بالخرافات العقدية والدينية، حين الحديث عن الإمام عليّ -كرم الله وجهه عن الدنايا، وكرّم مقامه عن افتراءات الصفويين الكاذبة- وحين التطبيل لأئمة غائبين بزعمهم، ومعصومين بتهريجهم. وأمّا العتب فعلى غياب فضائيات (سنيّة) تفضح هذا البهتان المتواصل، وتوضّح الحقائق لكلِّ مَن تشيّع، ففيه أولاً إعذار، ولعلّهم ثانيًا ينتهون عن هذه الخرافات والأباطيل؛ ليكونوا فعلاً من المهتدين. [email protected]