سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحضور الجيد لمحاضرة “مسميات الأماكن المقدسة في مكة المكرمة" يثير الأسئلة حول حضور أصابع اليد الواحدة اتفاق على أهمية اختيار العناوين وقربها من الناس وملامستها لحياتهم واهتماماتهم
شكّل الحضور الجيد الذي حظيت به محاضرة الدكتور رياض الخوام بأدبي مكة عن «أسباب مسميات الأماكن المقدسة بمكةالمكرمة»، علامة استفهام كبيرة عن مدى صحة عزوف الناس عن المحاضرات الثقافية، هل يؤخذ العزوف على إطلاقه، وما مدى القبول بالقول إن هذه الظاهرة بدأت تتشكل كحالة مستدامة قد تستعصي على الحل؟. فلا أحد ينكر أن العزوف عن المحاضرات العلمية قد تحول إلى ما يشبه الظاهرة وهي ليست وقفًا على نادي بعينه، وفي ظل هذا العزوف بدأت المنتديات الخاصة تجذب الحضور وبحماس. ففي مكة وحدها هناك أكثر من ست منتديات شخصية وبعضها يدار بطريقة عادية جدًا والشخصيات قد تكون أقل مستوى من تلك الشخصيات العلمية الكبيرة التي تستضيفها الأندية الأدبية ومع ذلك تحظى تلك المنتديات بحضور قوي، في حين إن محاضرة ثقافية لشخصية علمية أو أدبية حضورها مخجل قد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. هذه المواربة تفتح العديد من الأسئلة.. الدكتور عبدالله بن صالح وكيل وزارة الصحة السابق والشخصية المجتمعية المكية المعروفة قال: «أنا سعيد جدًا في هذا الحضور الطيب الذي حظيت به هذه المحاضرة وهي محاضرة رائعة وقيّمة ولاريب في هذا فهي تتحدث عن مكة، ومكة دائمًا حديثها يحظى بالقبول وبالحضور، والمنتديات الشخصية تحظى بالحضور لخلوّها أحيانًا من الرسميات ومن التكلف وعلى المسؤولين والمختصين في الأندية الأدبية أن يدرسوا الأسباب والمسببات». فيما أشاد الدكتور فايز جمال الكاتب والشخصية المكية المعروفة، بالمحاضرة ووصفها بالرائعة والمتميزة، وأضاف: «مثل هذه المحاضرات تحظى باهتمامات الناس فكلما كانت العناوين قريبة من الناس ومن حياتهم وواقعهم كلما لاقت الحضور، مشيرًا إلى أن نادي مكة الأدبي نظم مؤخرًا عدة نشاطات لامست حياة الناس في مكة. وقال الدكتور حمدي بدران: «نريد محاضرات بهذا المستوى ليحضر الناس»، وأضاف: «المحاضرات النوعية وليست النخبوية فقط هي ما نحتاجها كي نجد مثل هذا الحضور الرائع، وهذه المحاضرة يمكن أن نطلق عليها نوعية ونخبوية بموضوعها ومحاضرها وقيمتها العلمية وملامستها لحياة الناس». وأشارت الأستاذة فاتن حسين التي تولت التقديم من الجانب النسائي ومثلت نقطة قوة إلى جانب مدير الندوة، إلى سرورها بهذا الحضور الرائع وتفاعلهم مع المحاضرة، مشيرة إلى أن المحاضرة شهدت نقاشات جادة وساخنة أحيانًا وهذا من أسرار نجاح أي فعالية ثقافية، وقالت: «على الأندية الأدبية أن تكسب الرهان مع المنتديات الخاصة لأن النادي الأدبي هو الأصل في كل في النشاطات الثقافية وهذا يتطلب تقييم الأسباب التي تؤدي إلى العزوف ومعالجتها». الشاعرة والكاتبة بدر حناوي قالت: «محاضرة رائعة وأنا حضرت بعد أن قرأت عنها في وسائل الإعلام وهذا يعني في نظري الأهمية القصوى لاختيار العناوين اللافتة وأنا سعيدة بأن أرى مثل هذا الحضور وقد لفت نظري أمر مهم جدًا وهو أنه للمرة الأولى تقدم المحاضر وسيرته الأخت فاتن حسين والتي أجادت وقد كان من العادة أن يستأثر مدير الندوة بمثل هذه الأمور». وانتقدت حناوي الحضور النسائي قياسًا بالحضور الرجالي الجيد. من جانب آخر، امتدح عدد من الحاضرين دعاء الأستاذة فاتن حسين في بداية تقديمها بأن ينصر الله الشعب السوري وقالوا: «إن هذه لفتة جيدة جعلت المداخلين يتفاعلون معها في مداخلاتهم».