قضت المحكمة العامة بجدة اليوم بتبرئة المتهم الثالث في قضية (الجيزاوي)، وقررت تأجيل محاكمة المتهمين المصريين الباقيين، للنظر في طلباتهما وتمكين المدعي العام من الرد على كافة الاستفسارات, فيما حدد القضاة المباشرون للقضية العاشر من ذي القعدة المقبل موعدا للجلسة الثالثة. وفور الدخول إلى قاعة المحكمة امتثل المتهمون الثلاثة أمام اللجنة القضائية في ثاني جلسات المحاكمة حيث توسط المتهم الأول أحمد الجيزاوي شريكيه المتهم الثاني إسلام بكر , و الثالث بدر, وذلك في قضية تهريب أقراص مخدرة إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة, فيما جاورهم على اليمين المدعي العام. وبدأت وقائع الجلسة في العاشرة والربع صباحا واستمرت زهاء خمسة وأربعون دقيقة, حيث قدم المستشار القانوني للقنصلية المصرية بجدة ياسر علوني مذكرات دفاع للمتهمين المصريان وعدد2CD فيها السيرة الذاتية للجيزاوى. وبعد نظر القضاة في المذكرات رد القاضي بسام النجيدي مذكرة دفاع المتهم الثاني بسبب كتابتها بخط اليد فجرى إفهامه بأن عليه إحضارها بصيغة (كرت الذاكرة) , كما جرى تزويد المدعي العام بجميع ما تقدم به المدعى عليه الأول من مذكرات. تسريب الصور وبعد أن أتاح القاضي للمتهم الأول فرصة الرد للمتهمين والدفاع اتهم الجيزاوي الادعاء العام بتسريب صوره وتجاهل عدد من الطلبات المتعلقة به أثناء التحقيق لكي تأخذ القضية بعدا إعلاميا ورأيا عاما ,كما اتهم الادعاء أيضا بتجاهل ما قام به هو وزميله المتهم الثاني من دعوة شخصين من الجنسية الفلبينية واهتدائهما للإسلام بسبب ما قدماه لهما في سجن مكافحة المخدرات بجدة, وأن الادعاء العام أراد تصويره للشعب السعودي بأنهما مجرمين. وعند عرض القاضي ذلك على المدعي العام, قال المدعي العام:" فيما يتعلق بقيامنا بتسريب الصور إلى الإعلام فإننا نطلب من الجيزاوي إثبات ذلك فإن لم يحضر ما يثبته فإننا نطلب تعزيره على ذلك, أما ما ذكره من تجاهلنا لطلباته فإن كانت مؤدية إلى تبرئته فإننا ننظر فيها وما سوى ذلك لا ينظر فيها كي لا يطول أمد التحقيق ,وأما ما ذكره من شأن إسلام الفلبينيين بسببهما فإن هذا لا يستلزم براءتهما في ما نسب إليهما". إفادة من شركة اتصالات كما تقدم الجيزاوي للقضاة للمرة الثانية بطلب إفادة من إحدى شركات الاتصالات يتضمن بيانات الاتصالات التي أجراها من شريحته على المتهم الثاني حيث أدعي أن المرأة التي قدمت معه هي والدة المتهم الثاني (إسلام) حيث أتت معه لغرض العمرة وأن ابنها إسلام قدم من الرياض إلى جدة لاستقبالها" مدعيا أنه قابل إسلام في الصالة المفتوحة وليس على جهاز الأشعة". قصة الاعتقال وعن قصة اعتقاله ادعى الجيزاوي أنه قبض عليه بعد خروجه من مطار الملك عبد العزيز, حيث كان المفترض أن يتم القبض على شخص آخر ولكن لم يجدوه , وبسبب خطأ موظف قبض عليه, وتم بعدها بسبعة أيام إكراهه على التصوير والاعتراف بأنه قام بالتهريب" مشيرا إلى أن "شريحة جواله هي قميص يوسف". كما اتهم الجيزاوي أمام لجنة القضاة إحدى الصحف المحلية بمحاولة تشويه سمعته أمام المجتمع السعودي منتقدا طريقة تناولها لقضيته وأنها تسعى للتهيج الإعلامي على حسابه, مقدما عددا من النسخ لتلك الصحيفة, فرد عليه القاضي:" بأن ذلك من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام فقط". وبعد ذلك قام المدعي العام بعرض الصور المرفقة في القضية على الجيزاوي والمتضمنة جلوسه أمام مجموعة من علب الحليب وصندوق لحفظ المصحف الشريف ,و واجه المدعي العام الجيزاوي قائلا" إن هذه الصورة قد أخذت لك بعد وصولك إلى المطار مباشرة وتظهر منها أنك غير مكره ,ولم تعذب ولم تجبر على الاعتراف بالتهريب" فأجاب الجيزاوي:" أكرهت على تصويرها وقد التقطت لي بعد 7 أيام من تاريخ القبض علي ،وأي عاقل لا يقبل تصوير مثل هذه الصور وإظهار نفسه لكي يدان على التهريب". إفادة من البنك وبعد ذلك تقدم رامي حلواني وهو محامي المتهم الثالث بدر, بطلب من القاضي إفادة من البنك الذي أجريت منه عملية السحب لتمويل عملية التهريب يتضمن إفادة بصورة الشخص الذي قام بالسحب. وبعد ذلك, بدقائق معدودة رفع المتهم الثاني يده اليمنى طالبا من القضاة إتاحة الفرصة له للحديث وففاجأ الحضور بقوله:" المتهم الثالث بدر ناصر ليس له علاقة بالقضية و ادعيت عليه كيديا أثناء التحقيق" , ليقوم القاضي بتدوين ذلك في محضر الضبط الذي اختتم بقول القاضي:" طلبنا من المدعي العام إحضار جواب مفصل على ما تقدم به المدعى عليه الأول من مذكرات فطلب المهلة لذلك وتقرر رفع الجلسة لذلك إلى يوم الأربعاء 10/ 11/1433 ه ". لائحة الدعوى وتشير لائحة الدعوى إلى توجيه الاتهام إلى المدعى عليه الأول أحمد محمد ثروت السيد بتهريب (21380 ) حبة تحتوي على عقار الالبرازوم المؤثر عقليا, وإلى المدعى عليه الثاني إ.م. بالاشتراك مع المدعى عليه في التهريب عن طريق التحريض والاتفاق والشروع في تلقيها واتهامه بتهريب (3034) حبة من نفس النوع بقصد الترويج واعترافه بذلك, وإلى المدعى عليه الثالث ب. ن. بالاشتراك مع المدعى عليه الأول في التهريب, واشتراكه مع المدعى عليه الثاني في التهريب كذلك ,وتعاطيه الحبوب المحظورة سابقا. وطالب المدعي العام في لائحة الاتهام (حصلت المدينة على نسخة منها) إثبات إدانتهم بما نص عليه نظام مكافحة المخدرات في فقرة العقوبات (فقرة 37) وهي" يعاقب بالقتل تعزيرا من ثبت شرعا بحقه شيء من الأفعال الآتية : تهريب مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية, تلقي مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية من مهرب , جلب أو استيراد أو تصدير أو صنع أو إنتاج أو تحويل أو استخراج أو زراعة أو تلقي مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية بقصد الترويج في غير الأحوال المرخص بها في هذا النظام, المشاركة بالاتفاق في ارتكاب أي من الأفعال المنصوص عليها في الفقرات السابقة . ترويج مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية للمرة الثانية بالبيع أو الإهداء أو التوزيع أو التسليم أو التسلم أو النقل بشرط صدور حكم سابق مثبت لإدانته بالترويج في المرة الأولى مشاهدات: حضر الجيزاوي مرتديا لباسا رياضيا رصاصي اللون وحذاء رياضيا أيضا, كما أنه كان حليق الذقن ومهذب الشعر, معلقا قلمين على صدره أحدهما أحمر اللون والآخر أزرق. حضر المتهم الثاني إسلام محمود مرتديا بيجامة نوم سكرية اللون وحذاء رياضيا وظهر عليه ذقن خفيف. حضر المتهم الثالث وقد ارتدى ثوبا أبيضا وشماغا شهدت الجلسة حضورا أمنيا كثيفا قارب 8 أفراد متعددي الرتب. قارب عدد حضور الجلسة حوالي 17 شخصا معظمهم صحفيين من وسائل إعلام مختلفة. قام الجيزاوي من مقعده أكثر من مرة صوب القاضي ليقدم بنفسه بعض الأوراق رغم أنه كان مقيد اليدين والرجلين. بدت على إسلام وأحمد علامات القلق والتوتر بعكس المتهم الثالث الذي كان هادئا ولم يتحدث في الجلسة سوى مرة واحدة فقط حيث قال:" فضيلة الشيخ ليس لدي أي صلة بالقضية."