السيدة صالحة سعيد العتيبي او أم عصام، كما تحب ان نناديها، واحدة من السيدات القلائل اللاتي حرصن على المحافظة على التراث من خلال دما أبدعت أناملها في تعليم الفتيات لصناعة المشغولات التراثية. تقول السيدة صالحة صاحبة مركز حليمة السعدية لتدريب الفتيات. انها عشقت التراث من جدتها وامها منذ ان كانت في السادسة من عمرها لينمو هذا العشق وتترجمه بعد ذلك الى مشروع يجسد الماضي بعيون الحاضر. فتقول: إن الدافع وراء إحيائها للتراث وحرصها على إنشاء مركز تدريب واختيار اسمه هو جهل الكثير من فتياتنا لتراثهم وعدم الاعتراف به، مما استفزني ذلك، فكيف لفتاة سعودية أن لا تعلم شيئا عن تراثها وتجهله؟! والبعض منهن عندما رأينني محبة للتراث ظنا بي أني لست سعودية لكني أخبرتهم إنني من قرية السيدة حليمة السعدية، وتفاجأت بأنهن لا يعرفن من هي حليمة السعدية، فزاد إصراري على إنشاء هذا المركز، وقمت على الفور دون تفكير ببيع كل ما أملك، حتى بعت عمارتي التي بنيتها لأولادي من اجل إنشاء هذا المركز، والذي من خلاله دربت العديد من الفتيات. حيث حرصت على تعليمهن فنون المشغولات اليدوية التي تتعلق بالسيدات وتطويرها كالاكسسوارات والاحزمة النسائية بشكل تراثي عصري. وفيما يختص بالخامات تقول: اعتمد في مشغولاتي على الخيوط الصوف والقصب والخرز والترتر، حيث اجلب الخيوط والخرز من عدة دول من شرق اسيا وباكستان. وأكدت أم عصام أن هناك إقبالا كبيرا من مختلف الفئات اللاتي أحببن أشغال التراث، ولاقين فيه ملاذا وفرجا من همومهن، فالعمل اليدوي يشغل أوقات الفتيات، مما يخفف عنهن أعراض الضغط النفسي بسبب انشغالهن بتلك الأعمال، وتذكر إنها عالجت بعض الفتيات ومن ضمنهن ابنتها التي تدرس الطب، حيث اصابها الملل، فنصحتها بأن تقوم بشغل نفسها بعمل قطعة كالحزام من التراث لتفرغ شحناتها السلبية وتظهرها على شكل قطعة فنية، وهذا بالفعل ماحدث معها ومع عدد من الفتيات.