أم نايف سيدة في الستين من عمرها استهواها حب التراث منذ نعومة أظافرها ليتحول إلى عشق وأمنية بالمشاركة في مهرجان الجنادرية والمهرجانات التراثية والثقافية الأخرى. وحول حبها للتراث ولغة الماضي تحكي أم نايف ل“المدينة” عن بداية تعلقها بالفنون والمشغولات الحرفية اليدوية القديمة، فتقول: كنت أراقب والدتي وعمتي وهن يعملن من المشغولات اليدوية حقائب وخداديات ومفارش وأغطية ومستلزمات حديثي الولادة والطرابيش وغيرها من الإعمال التي ترسم في خيوطها تراثنا الأصيل، فبدأت العمل منذ أن كنت في التاسعة من عمري، وكنت قديما استخدم شعر وصوف الأغنام، ومع التطور تغير الطلب على المواد القديمة حيث أصبحت أحيك بخيوط من الحرير والخرز والصوف وأنواع أخرى من القماش. وتقول أم نايف: أحببت الأعمال الحرفية التراثية وأطمح أن أشارك بأعمالي في مهرجان الجنادرية للتراث كونه من أكبر المهرجانات التراثية في المملكة وأكثرها تنوعاً، فضلاً عن أنه يشهد إقبال عدد كبير من الزوار من داخل المملكة وخارجها، وسبق لي أن عرضت إنتاجي في المركز الذي ادرس به لمحو الأمية، حيث بهرني الإقبال الكبير من قبل زوار المعرض من معلمات وموجهات على منتجاتي الحرفية، وهذا ما شجعني على مزيد من العمل وحمسني للتفكير بالمشاركة في معارض أخرى. وتشير: أقتبس لأعمالي الحرفية من كل لوحة ورسمه أشاهدها في الطريق أو في المجلات أو الصحف أو حتى من الكتب الدراسية، وأرجو أن تبقى هذه الحرف خالدة وأن يستمر العمل بها وتعليمها لتعبر عن ماضي بلادنا وتراثها العريق، فهذه هي الطريقة المثلى للحفاظ على التراث من الضياع في ظل العولمة والتكنولوجيا. وتقترح أم نايف أن يكون في كل مدرسة عدد من الأنشطة الخاصة بالتراث للطالبات وأمهاتهن تشجعهن على النهوض بالأعمال التراثية وتعلمهن أصول الأعمال الحرفية كي تبقى ولا تندثر. كذلك أتمنى أن تقام معارض موسمية تسهم في نشر الثقافة الأصيلة، فهناك جهات داخلية تنظم معارض مميزة مثل جامعة الملك عبدالعزيز والتي تقيم معرض “صنع بيدي”، والذي يتيح للفتيات والسيدات الفرصة لتقديم أعمالهن وأفكارهن التي تعبر عن التراث، وهذا ما نشاهده بوضوح أيضاً في مناطق المملكة المختلفة مثل بريده وتبوك وحائل، غير معرض الجنادرية بالرياض والذي أتمنى أن تتاح لي فرصة المشاركة فيه.