أعزائي ما رأيكم أن نُبْحِرَ هذا اليوم مع حكاية أو مسرحية هَزلية، لكنها ليست من خَيَال مؤلف، بل من رَسم الواقع: (1) يوم الاثنين 4 رمضان الماضي وصلت رحلة الخطوط السعودية القادمة من القاهرة متأخرة عن موعدها أكثر من أربعٍ وعشرين ساعة، (مَا عَلينا لا جَديد)، المهم أغلب الرحلة من المعتمرين كبار السِّن وهم مُنْهَكون متألمون!! (2) سُجِن الرُكّاب في الطائرة بعد هبوطها أكثر من نصف ساعة، والسّبَب أن صالة الاستقبال صغيرة ومشغولة برحلة سابقة!! (3) الرّكّاب يتضجرون (كفاية تأخير)، يُنْزَلُون من الطائرة، ولكنهم يُحتَجَزُون في بداية الصالة؛ قبيل الجوازات؛ لكي تنتهي إجراءات دخول الرّحْلة قبلهم؛ (فالصالة ليس فيها إلا مَسَاران للجوازات)!! (4) بعد نصف ساعة تقريباً ومع تَعَالِي الصّياح من القادمين المُتعَبِيْن، هَاهو موظف الجوازات يُنَادي زملاءه وكأنه في سَوق الخُرْدَة: يا زيد، يا عبيد كم رقم الرحلة؟! أحد الرّكاب يتبرع بالرّقم،( ربما الرحلة هبطت من الفضاء؛فالموظف لا يعرف عنها شيئاً)!! (5) بعد الجوازات، معاناة أخرى من الانتظار فالصالة الداخلية الضيقة ليس فيها إلا (سَيْرٌ واحد) للأمتعة، وهو مشغول أيضاً بالرّحلة السابقة! والعجيب الذي لم يُرَ في أي من مطارات العالم أن ذلك السّيْر البائس قصير مَكِير، وفي نهايته تسقط الأمتعة، ثم يجمعها العُمَّال، وعلى الراكب أن يبحث عن مَتاعِه في كَوْمَة من الحقائب!! تلك صورة بسيطة من (صُور البؤس) التي يعيشها المتعاملون مع ذلك المطار الملقب بالدولي (مطَار المدينةالمنورة)؛ وهي مهداة مع التحية لسعادة مديره الذي خرج الأسبوع الماضي في صحيفة المدينة يُبشّر بنهاية تطوير المطار وتحديثه، وأن شركة رائدة تقوم بتشغيله!! فهل سعادته متأكد أنه يتحدث عن المطار المَاثِل أمامنا بشَحْمِه ولَحْمِه، أم أنه يتحدث عن مطارٍ آخر لا نعرفه؟!! [email protected] [email protected]