قال الضَمِير المُتَكَلّم: منذ كنّا أطفالًا في طيبة الطيبة ونحن نسمع عن مطار دولي فيه كامل الأوصاف؛ فيه ما لا سَمِعت أُذن، أو بَصَرٌ شَاف!! قِيْل: هناك مطار جديد على طريق المدينةالقصيم؛ ثم تداولت الألسن أنه في طريق الهجرة؛ ثم بعد سنوات طويلة ظهرت الحقيقة وطَار الحلم؛ فالمطار الصغير المحلي؛ بالّلصق والتّرميم سوف يحْمِل صفة الدولي الكبير!! رَضِي أهل المدينة الطيبين؛ ولكن مطارهم الذي يسمى بالدولي، وهو العنوان الأبرز الذي يستقبل زائريهم وضيفوهم من مختلف دول العالم أصبح للأسف مصدر إزعاج لهم بإمكاناته المتواضعة وسوء خدماته!! فمثلًا يوم الخميس 2 فبراير عاش ركاب رحلة السعودية القادمة من القاهرة ساعات من المعاناة؛ فالركاب الذين يزيد عددهم على (400 راكب)، تم حجزهم في الطائرة بعد هبوطها في المطار لأكثر من نصف ساعة؛ والسبب فيما يبدو أن العاملين في المطار لم يكونوا مستعدين لاستقبالهم مع أن هذه الرحلة، وفي هذا التوقيت مبرمجة منذ عدة سنوات!! المهم دخل الركاب الصالة بعد طول انتظار وكانت المفاجأة قِلْة كاونترات الجوازات المفتوحة؛ مما زاد من معاناتهم وطول انتظارهم!! عفوًا الأمر لم يقف عند هذا الحَدّ؛ فكان على الركاب المساكين انتظار أغراضهم؛ لأن السّير المخصص لها في تلك الصالة واحد فقط، وحَضْرَتُه مشغول برحلة سابقة قادمة من الباكستان؛ أما الجهاز أو السّير الآخر فهو خارج الخدمة في صالة جديدة!! حينها ودفاعًا عن حبيبتي طيبة الطيبة (وليس عن المسؤولين في المطار) حاولت أن أُخفِّف من تضجر الركاب؛ وأن أصنع الأعذار؛ ولكن اتسع الخَرق على الرّاقِع!! وأخيرًا الصفات الملازمة لمطار المدينة وما يحدث فيه: (عشوائية التخطيط، وقلة كوادر التشغيل، وصغر الصالات التي تفتقد لأبسط الخدمات)!! فلكم أعزائي أن تتصوّروا أن من قَدره الاستقبال في مطار المدينة؛ فقد كُتِبت عليه المتاهات في مطاردة الرحلات من قاعة إلى أخرى، وعليه عقوبة أن ينتظر واقِفًا!! ثم لكم أن تتخيّلوا بأن الراكب في مطار المدينة قد يُستَنْزَف جيبه؛ نعم، فقيمة عبوة الماء الصغيرة في المطار خمسة ريالات، أو على الغلبان الشرب من مياه الوضوء التي في دورات المياه، والساعة في مواقف مطار المدينة ب (3 ريالات)، بينما هي في مطاراتٍ أخرى ب(2 ريال)!! وأيضًا ركاب الدرجة الأولى والأفق والفرسان الذهبية ينعمون في مطار جدة والرياض وغيرها بقاعة خاصة، وهذا حقّهم لأنهم دفعوا؛ أما في مطار المدينة فقد أُلغيت تلك القاعة وأُجِّرَت لشركة خاصة رسومها (100 ريال لكل راكب أيًا كان)!! وأخيرًا لا تتعجبوا لو عرفتم بأن إحدى صالات المطار الجديدة قد انهَار سقف إحداها، ولم تُكمل من العمر ستة أشهر؛ وذلك على ذمة صحيفة عكاظ ليوم الخميس 2 فبراير؛ وكان ردّ المسؤول بأنّ السبب والمتهم (بَلاطَة فقط)!! ويبقى أحوال وأوضاع مطار المدينة تحتاج فتح التحقيقات من هيئة مكافحة الفساد؛ وقبل ذلك تجديد الدماء فيه، والقَبض على جميع البَلاط المتهم!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. تويتر: @aljamili