قال الضَمِير المُتَكَلّم: قبل سنوات كنت مع أحد الزملاء في رحلة عمل إلى إحدى الدول الإفريقية الفقيرة التي لا تمتلك إلا طائرة واحدة، كانت عسكرية؛ ولكنها تحولت إلى مَدَنيّة تقوم ببعض الرحلات الداخلية؛ وربما احتاجها الرئيس؛ فألغيت رحلتها!! المهم اضطرتنا الظروف للسفر على تلك الطائرة؛ وصلنا للمطار مبكرين، وكانت الحال لا حجوزات، ولا بطاقات صعود، ولكن حُشِر طالبو السفر في قاعة؛ ثم فتح لهم الباب؛ وهنا بدأ السباق نحو الطائرة؛ فالسريع فاز بمقعد؛ والخاسر عاد خائباً! هذه الحادثة تذكرتها، وقد تكررت تفاصيلها في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة؛ يوم السبت الماضي حيث تفاجأ عدد من ركاب الرحلة رقم (1422) المتجهة إلى الرياض بعدم وجود مقاعد لهم في الطائرة بعد أن ركبوها؛ رغم أنهم يحملون بطاقات الصعود؛ مما اضطر طاقم الطائرة إلى الاستعانة برجال الأمن لإنزال (الحمولة الزائدة)، فتأخرت الرحلة أكثر من ساعة ونصف؛ وأما الركاب المرضى، ومن لديهم مواعيد أو رحلات مواصلة؛ فعليهم أن يأكلوا ....، ويشربوا من......!! وهنا وحتى لا يضطر الرجال إلى رفْع ثيابهم وعَضّها بأسنانهم، والنساء إلى عَقْد عباياتهن في ميدان السباق لمقاعد الطائرات؛ هناك اقتراح للخطوط السعودية في ظل أوضاعها المأساوية بأن تطلب من ركابها أن يحضروا للمطارات بملابس رياضية، وأن يأتوا قبل الرحلات بأربع ساعات؛ لكي تنظم لهم سباقات لاختراق الضاحية؛ والفائزون منهم يركبون الطائرة ويغادرون، والخاسرون ذنبوبهم على جنوبهم، وهم سبب ما يُعَانون!! يا خطوطنا السعودية حرام عليكم (نحن مواطنون، نعم مواطنون درجة سياحية)؛ ولكن نحن بَشَر احترمونا (زحام وواسطات على الحجوزات، تأخر في الرحلات، إلغاء للرحلات دون مبرر “ربما سافر بالطائرة أحد الهوامير”، سوء خدمات، معاملة غير إنسانية من بعض الموظفين)، كل ذلك دون اعتذار أو تعويضات!! نسمع عن التطوير، وطائرات جديدة تنضم لأسطول السعودية، والنتيجة لا جديد فالخطوط السعودية في غرفة الإنعاش؛ ولن ينقذها إلا الخصخصة، وتجديد الدماء، وإلا فسوف تسبقنا خطوط تلك الدولة الفقيرة!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595- [email protected]