دعا المبعوث الأممي العربي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي أمس جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، معتبرًا أن الحكومة تتحمل مسؤولية أكبر في هذا الشأن، وذلك في مقابلة من نيويورك أجرتها معه قناة العربية. كما أكد الإبراهيمي أن من المبكر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية إلى سوريا، معتبرًا أن التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية، وأنه لا توجد حاليا نية للتدخل العسكري في سوريا». وقال الإبراهيمي في التصريحات التي نقلها موقع القناة «إن هناك حاجة إلى إطار سياسي جديد أو وضع جديد في سوريا، لأن التاريخ لا يعود إلى الوراء» مشيرًا إلى أنه «سيتوجه في الوقت المناسب إلى العاصمة السورية دمشق». وشدد على أنه يتعين على «جميع الأطراف وقف استخدام العنف في سوريا» مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «دور الحكومة ومسؤوليتها أكبر في هذه الخطوة». وعن فكرة إرسال قوات إلى سوريا، قال الإبراهيمي «من المبكر الحديث عن إرسال قوات عربية أو دولية مثل قوات حلف شمال الأطلسي إلى سوريا» موضحًا أن «التدخل العسكري معناه فشل العملية السياسية». وقال «إن الوضع المعقد في سوريا لا يمكن التعامل معه بأفكار مسبقة»، والهدف هو «الوصول إلى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من تلبية طموحه». فيما شنت القوى المعارضة المسلحة في سوريا امس هجمات جديدة ضد اهداف عسكرية وواصلت استهداف المطارات والقواعد الجوية للقوات النظامية، في وقت اكدت موسكو ان بشار الاسد لن يبادر الى وقف اطلاق النار اولا. وافادت مصادر من الجيش السوري الحر بأنهم استولوا على مجموعة من الصواريخ والقذائف من نوع «كوبرا» من مركز للدفاع الجوي بمنطقة البوكمال في دير الزور. وفي ظل تواصل اعمال القصف والاشتباكات، شدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في طهران على انه «يتوجب على جميع الاطراف وقف كل شكل من اشكال العنف والجزء الاكبر من المسؤولية يقع على عاتق الحكومة السورية التي عليها الكف عن استخدام اسلحة ثقيلة». الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد امس في موسكو انه سيكون «من السذاجة» ان تعتقد الدول العربية والغربية بان الرئيس السوري بشار الاسد سيوقف اطلاق النار اولا ويسحب قواته من المدن الكبرى. واوضح «عندما يقول شركاؤنا ان الحكومة اولا يجب تتوقف (عن القتال) وتسحب كل قواتها واسلحتها من المدن -وتكتفي بدعوة المعارضة الى فعل ذلك- فهذه خطة لا يمكن تحقيقها اطلاقا. فاما ان الناس ساذجون او انه نوع من الاستفزاز». ورأى لافروف ان دعوة كهذه تعادل طلبا ب»استسلام» النظام، موضحا انه يرى انه لا الغربيين ولا العرب يحق لهم طرح طلب كهذا. وشدد على ان ملاحظاته لا تهدف الى دعم نظام الاسد بل تعكس الواقع اليومي على الارض. ميدانيا، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان «مقاتلين من الكتائب الثائرة اقتحموا مساء الجمعة مبنى كتيبة الدفاع الجوي في مدينة البوكمال بريف دير الزور» (شرق). وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «كل الكتيبة سقطت وهذه نقطة مهمة للكتائب المقاتلة»، مضيفا ان «المبنى يقع ضمن قاعدة جوية وهو المبنى الاهم في هذه القاعدة». واوضح المرصد في بيانه ان «ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية بينهم ضباط وصف ضباط ومجندين اسروا إثر اقتحام الكتائب المقاتلة». وهاجم المعارضون ايضا في المدينة نفسها الواقعة في شرق سوريا، مبنى الامن العسكري ومطار الحمدان العسكري. كما ذكر المرصد ان «خمسة مواطنين على الاقل استشهدوا امس جراء القصف على مدينة البوكمال بريف دير الزور»، علما بأن 125 شخصا هم 74 مدنيا و29 جنديا و22 مقاتلا مناهضا للنظام قتلوا في اعمال عنف الجمعة وفقا لارقام المصدر ذاته.