اكد الحرس الثوري الإيراني أنه لم يتدخل حتى الآن في شؤون سوريا الداخلية، في إشارة إلى تقارير أمريكية تحدثت عن تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني بتزويد سوريا بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. قالت مصادر اعلامية نقلا عن مسؤول في الحرس الثوري أن إيران تعتبر ما يجري في سوريا شأناً داخلياً لكنها ملتزمة في الوقت نفسه باتفاقية دفاعية معها وأنها لن تترك سوريا لوحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي مضيفا "نحن نرى حتى الساعة أن الوضع في سوريا جيد" مشيرا إلى اتصالات سورية إيرانية لتقييم الأوضاع هناك وقاونقلت قناة العربية نقلا عن هذا المسؤول قوله: "على الأقل فإن إخواننا في سوريا يقولون إن الأمور جيدة وهم يتوقعون الحسم في غضون شهرين". وتابع المصدر الذي وصف نفسه بالمخول عبر مكاتبات تمت بواسطة الإنترنت "أنت تعرف أن الوضع في سوريا مختلف عن دول أخرى شهدت احتجاجات مماثلة، ونحن نحيطها من العراق ولبنان من خلال إخواننا" وهي إشارة حكومة نوري المالكي المؤيدة لإيران وحزب الله الحليف الاستراتيجي لإيران. وأضاف: "كل التقارير تؤكد أن الأوضاع في سوريا مستقرة، ولا داعي للقلق، لكن ما نخشاه فقط هو حصول انشقاق في الجيش وهذا لم يحصل حتى الآن". وكان مسؤولون أمريكيون قالوا الجمعة إن الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس "المسؤول عن دعم حركات التحرر في العالم" زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، معتبرين أن هذه الزيارة تمثل أبرز مؤشر على أن المساعدة الإيرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية. وأضاف أحد هؤلاء المسؤولين: "نحن متأكدون من أنه (سليماني) التقى أعلى المرجعيات في الحكومة السورية بمن فيهم الرئيس الأسد". وذكر أن "هذا الأمر مرتبط بدعم إيران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها"، معتبراً أن واشنطن لديها أسبابها للاعتقاد بأن إيران تزود القوات السورية بمعدات أمنية وأسلحة. وكان وزير الدفاع السوري السابق حسن تركماني وقع مع نظيره الإيراني السابق العميد مصطفى محمد نجار في طهران ( منتصف يونيو/حزيران 2006 ) اتفاق تعاون عسكري بين البلدين حسب بيان صدر عن وزارة الدفاع الإيرانية، وجاء في البيان أن الاتفاق يشدد على "تعزيز التعاون المتبادل وكذلك ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة". كما وقع وزير الدفاع السوري و نظيره الإيراني في كانون الأول/ ديسمبر 2009 في دمشق مذكرة تفاهم في مجال الدفاع المشترك و الشؤون العسكرية. وأعلن التلفزيون الإيراني باللغة الإنكليزية في تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم أنه تم تفعيل هذه المذكرة ثلاث مرات إذ تشير إحدى بنودها الى أن "أي هجوم على سوريا هو بمثابة هجوم على إيران وستصل صواريخنا إسرائيل".