يبدو أن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري يعتبر مرشحًا جيدًا للانشقاق عن النظام السوري فهذا الدبلوماسي الذي خدم في الحكومة السورية لسنوات طويلة سنّي من محافظة درعا الجنوبية المكان الذي انطلقت منه الانتفاضة السورية الحالية أول مرة ولم ترد تقارير عن أنه كان يعتبر شخصية رئيسة في القمع العنيف الذي تقوم به الحكومة السورية ضد المعارضين وقد استخدم الرئيس بشار الأسد في حقيقة الأمر سمعة الشرع الطيبة من أجل القيام بمصالحة وطنية بتعيينه لقيادة الحوار الوطني الذي في نهاية الأمر لم يؤدِّ لنتائج مثمرة ملموسة تذكر مع المعارضة السورية في العام الماضي.. في الأسبوع الماضي أشارت أنباء أوردها نشطاء سوريون أن الشرغ قفز أخيرًا من السفينة الغارقة وقال متحدث باسم الجيش الحر: «إن نائب الرئيس السوري هرب من دمشق إلى درعا حيث ظل يحاول من هناك عبور الحدود للأردن. لكن الحكومة السورية من جانبها نفت بسرعة هذا الخبر وأذاع التلفزيون السوري الحكومي تقريرًا من مكتبه يقول: إن فاروق الشرع لم يفكر في يوم من الأيام أن يغادر الوطن إلى أي مكان. لكن نائب الرئيس السوري مع ذلك لم يظهر في الحياة العامة أو عبر شاشة التلفزيون منذ المزاعم حول انشقاقه. وهنالك أيضًا حديث عن أن فاروق الشرع لا زال مع النظام ولكن النظام أبعده نظرًا لتعاطفه المفترض مع الثوار المناوئين للأسد وقال مسؤول منشق أنه معروف جيدًا: «إن نائب الرئيس السوري معتقل تحفظيًا بمنزله». بينما قالت رندا سليم من مؤسسة «نيو أميركان فاونديشن» :إن مصدرًا قريبًا من الشرع قال: «إنه في دمشق ولكن تحت حراسة أفراد من حرس القصر الرئاسي..» وتجيء في النهاية الإشاعة الأخيرة التي نشرت أولًا في الصحافة الأردنية وتقول: إن فاروق الشرع قتل في محافظة درعا بواسطة قصف من القوات الحكومية بينما كان يحاول الهرب إلى الأردن عبر الحدود وهذا التقرير يقول: إن الحكومة السورية ستصمت عن هذا الخبر حول مقتل الشرع لمدة ثم تعلن بعد ذلك أن فاروق الشرع قد قتلته العصابات المسلحة (الثوار). كل هذه الافتراضات هي مجرد طريق طويل للقول بأن الحقائق الأساسية حول وضع هذا المسؤول السوري رفيع المستوى محفوفة بالمصاعب هذه الأيام، ومحاولة استجلاء مصادرها والأجندة التي وراء كل قصة وسيناريو منها حول مصير الشرع لا تؤدي إلا إلى الإصابة بالصداع وعلينا أن ننتظر فالأيام وحدها كفيلة بأن تظهر لنا ماذا حدث للشرع وأين هو.