أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة أول أيام العيد في أحد جوامع دمشق، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقالت سانا إن الرئيس بشار الأسد أدى صلاة عيد الفطر السعيد في رحاب جامع الحمد» في حي المهاجرين بدمشق. وعرض التلفزيون السوري لقطات للأسد في أول ظهور علني له منذ تفجير شهدته العاصمة السورية في تموز (يوليو) أسفر عن مقتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين. وأدى الأسد الصلاة يرافقه رئيس الوزراء الجديد وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم، لكن نائب الرئيس فاروق الشرع تغيب عن الصلاة. وكانت الحكومة السورية قد نفت انشقاق الشرع أول من أمس. وحل الحلقي محل رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب الذي لجأ إلى الأردن وانضم للمعارضة في السادس من آب (أغسطس) الجاري. وفي اللقطات التي عرضها التلفزيون جلس الأسد خلال الخطبة التي وصفت سورية فيها بأنها «ضحية مؤامرة حاكتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل والغرب ودول عربية»، لكنها لن «تهزم إسلامنا وأيديولوجيتنا وإصرارنا في سورية». وارتدى الأسد حلة وربطة عنق وابتسم فيما هنأ مسؤولين منهم أعضاء كبار بحزب البعث. واقتصر ظهور الأسد في الآونة الأخيرة على لقطات له يبثها التلفزيون الرسمي خلال ممارسته مهام عمله. وكان أحدث ظهور له خلال أداء رئيس الوزراء الجديد اليمين الدستورية منذ أسبوع. كما حضر الصلاة الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان ورئيس مجلس الشعب جهاد اللحام ووزير الأوقاف عبد الستار السيد ومفتي الجمهورية محمد بدر الدين حسون وعدد من الوزراء والمسؤولين. وأكد الإمام الشيخ محمد خير غنطوس في خطبة العيد التي ألقاها عقب الصلاة أن «المؤامرة التي تتعرض لها سورية والإرهاب من قبل تحالف أميركي غربي أعرابي وهابي تكفيري لن تنتصر على عقيدتنا وإسلامنا وعزيمتنا في سورية». وأشار إلى أن «أشد الناس فرحاً وسروراً بما يجري في بلادنا هم أعداؤنا من الصهاينة والأميركان وأعوانهم الذين لم يستطيعوا أن يجابهونا مجتمعين فأرادوا تفرقتنا وأوقدوا نار الحرب والفتنة في ما بيننا». وكان لافتاً غياب الشرع عن الصلاة مع الرئيس السوري وسط تقارير حول إخضاعه للإقامة الجبرية. وخلال الأسابيع الماضية تواترت التقارير حول انشقاق الشرع أو عزمه على الانشقاق. وأمام احتدام التقارير، نفى بيان صدر عن مكتب الشرع وبثه التلفزيون الرسمي أول من أمس انشقاقه أو هروبه، وأفاد أن نائب الرئيس «لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت». وينتمي الشرع، الذي أعلن قريب له يعمل ضابطاً بالاستخبارات انشقاقه قبل نحو أسبوعين إلى محافظة درعا حيث اندلعت الانتفاضة ضد النظام. وحرص الشرع (73 سنة) وهو وزير خارجية سابق على عدم الظهور في شكل لافت مع تصاعد الانتفاضة لكنه ظهر الشهر الماضي في جنازة رسمية لثلاثة من كبار مسؤولي الأمن قتلوا في تفجير في دمشق. وتوفي الرابع في وقت لاحق متأثراً بجروحه. وقال البيان إن الشرع عمل منذ بدء الانتفاضة على التوصل إلى حل سياسي سلمي ورحب بتعيين الديبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي وسيطاً دولياً جديداً لسورية.