(ما لنا غير الله)، أصدق شعار رفعته التظاهرات السلمية في المدن السورية، فهذا الشعار الذي رددته ملايين الحناجر السورية صادقاً وحقيقياً بقدر ما هو تأكيد إيماني من أبناء الشعب السوري على أن الله وحده هو القادر على رفع الغمة عن هذا الشعب الذي أصبح سلعة تتداولها القوى الدولية والإقليمية على حساب الدماء السورية التي تنزف يومياً في كل المدن والشوارع ولم تنج مدينة سورية ولا حي سكني وحتى الأرياف من جُرم النظام السوري الذي استوحش وتجاوز كل ما تعرفه البشرية من جرائم ضد الإنسانية.. متشجعاً بالمواقف الدولية المتخاذلة ودعم الروس والصين اللذين وظفا «الفيتو» لتعطيل الجهود الدولية لوقف جرائمه وتجنبه المحاسبة، ومع تراجع المواقف العربية التي اكتفت بترحيل الملف السوري إلى الأممالمتحدة، لم يعد أمام السوريين إلا الله، ثم الموقفان السعودي والقطري اللذان ظلا وفيان لمبادئهما الإسلامية والإنسانية والأخلاقية. فالمملكة العربية السعودية ودولة قطر تطالبان بموقف صارم تجاه النظام السوري مثلما أوضح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ووافقه الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي بدأ أعماله في اسطنبول «بأنه مرّ عام كامل ونحن نحضر الاجتماع تلو الاجتماع ونراوح مكاننا في حين تزداد وتتفاقم الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري.. ومع إعطاء النظام السوري رخصة لمواصلة حملة التقتيل والإبادة ضد شعبه بعد استخدام «الفيتو» الروسي الصيني المزدوج». أمام هذا المؤتمر الذي يأتي بعد مؤتمر تونس فرصة بأن يكون نقطة تحول في التعاطي مع الأزمة السورية التي أدى تراخي المواقف الدولية إلى تفاقم الأوضاع داخل سوريا وارتفاع أرقام القتل، وأن يتوصل المؤتمرون الذين يمثلون أربعاً وسبعين دولة إلى آلية تجمع بين السعي للتخفيف عن المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمن هم هدف لآلة التقتيل وأدوات القمع التي يمارسها نظام بشار الأسد. ولتحقيق هذا الهدف.. وهو مساعدة الشعب السوري وحمايته من حملة الإبادة التي يرتكبها النظام والتي تتواصل من خلاله تعرض المدن والأحياء لقصف مدفعي وصاروخي يفترض أن لا يضيع أصدقاء سوريا هذه الفرصة وألا يخذلوا الشعب السوري كالمرات السابقة وأن يكون مؤتمر اسطنبول نقطة تحول في نجدة السوريين من خلال اتخاذ قرارات واضحة لا لبس فيها تتمثل في: 1- الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري وبديل للنظام الذي فقد شرعيته. 2- توفير كافة وسائل الدعم للمعارضة السورية للقيام بواجبها، من خلال توفير الأموال ومواد الإغاثة والغذاء والدواء. 3- إقامة مناطق أمنية عازلة داخل الأراضي السورية لحماية الشعب السوري من جرائم النظام. 4- توفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروع لمواجهة آلة القتل وأدوات القمع التي يمارسها النظام السوري. 5- التفكير بإرسال قوات عربية ودولية لحماية الشعب السوري من جرائم النظام.