يمر اليوم أسبوعٌ على بدء التطبيق الرسمي لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وهو تطبيقٌ ثَبُتَ أنه «على الورق فقط»، فجيش بشار الأسد مازال مستمراً في قصف المدن وإطلاق الرصاص، حتى أن عدد القتلى في أول أسابيع الاتفاق قارب المائة. بالأمس فقط قتلت كتائب النظام ثلاثة شبان في درعا ومثلهم في ريف دمشق وآخر في دير الزور، هذا إلى جانب تهجير ألفين و500 شخص من بلدة بصر الحرير جنوباً واعتقال المئات من أبناء مدينة الرقة في مخالفةٍ صارخة لبنود اتفاقية المبعوث الأممي كوفي عنان، التي اعتبرتها الدول أعضاء مجموعة أصدقاء سوريا، خلال اجتماعها أمس في باريس، «الأمل الأخير» لوقف نزيف الدماء. ولكن، ما الذي ينبغي على العالم فعله إذا مرت أسابيع أخرى دون نجاح مهمة عنان؟ وما الذي يمكن أن تقدمه أي مبادرة تتعلق بنشر أعداد أكبر من المراقبين الدوليين إذا كان نظام الأسد يتعمد نظام قصف المدن والبلدات التي تصلها لجنة المراقبين عقاباً لأهلها على تجاوبهم معها؟ يبدو أن نشر المراقبين في المدن السورية وأخذ العهود على بشار الأسد ورفع نبرة الإدانة لأفعاله، كلها إجراءات تخطاها الوقت ولم تعد كافية لرفع معاناة الشعب السوري. إن على مجلس الأمن والمجتمع الدولي النظر في خطواتٍ أخرى لحماية المدنيين فعلياً وبعيداً عن الاجتماعات المطولة، فهذه الطريقة لم تجدِ نفعاً بل ساهمت في زيادة الأوضاع الميدانية سوءاً بمنحها كتائب التقتيل والترويع في سوريا مزيداً من الوقت. على الأممالمتحدة أن تدرك أن كل مبادراتها على مدار عامٍ كامل لم تأت بفائدة، وأن نظام الأسد لم يعد يخشى بيانات أمينها العام معتمداً على الدعم الروسي، على القوى الفاعلة في العالم تفهُّم حقيقة أن مهمة المراقبين ليست كافية، وأن المعارضة السورية في الداخل وحدت صفوفها وقياداتها في انتظار من يدعمها مادياً للدفاع عن شعبٍ حر ألقى عليها بمسؤولية حمايته، إن الأمر يتعلق بتشكيل تحالف دولي ذي مهام محددة يقدم مساعدات عسكرية إلى الجيش الحر خارج نطاق مجلس الأمن لتجنب فيتو موسكو.