مالك السعيدي أحد عناصر الشبيحة الذين تسللوا لمواقع الجيش الحر في حلب؛ ليتجسسوا على تحركاته وتبليغ القيادة العسكرية السورية النظامية بمواقعه التي يجب أن توجه لها الضربات الجوية. ويخاف الثوار من الجواسيس المخبرين أكثر من أي شيء آخر خصوصًا في زمن الديكتاتوريين العسكريين الذين هم أنفسهم عرضة للتآمر ويعيشون في حالة «بارانويا» لعقود من الزمان. مالك السعيدي ليس «جيمس بوند» فهو غير محترف لكنه شاب متوتر عصبي حليق الرأس يبلغ من العمر 27 عامًا وتظهر على ملامحه نظرة اعتذار عندما تقابله ووقت اعتقاله سرت في أوساط الجيش الحر بحلب لحظات ترقب وإثارة ففي السادس من أغسطس تمت مهاجمة موقع الجيش الحر في (حلي) بالقرب من حلب بواسطة الطائرات الحربية بإطلاق الصواريخ عليه وعلى الرغم من أن الهجوم كان متوقعًا فإن الانفجار تسبب في حالة توتر وهلع وسط المقاتلين الذين كان بعضهم ينام وبعضهم يعد سلاحه. قال عبدالله ياسين أحد مقاتلي الجيش الحر: (لقد قبضنا على جاسوس تابع للنظام. قام بتقديم معلومات للنظام لتوجيه ضربات جوية على موقعنا وتم تسليمه للمحققين التابعين للجيش الحر وقد أدلى باعترافات كاملة). وأضاف عبدالله ياسين يقول (سيتم إعدامه. لقد أرسل للسجن وستتم محاكمته لكن سيتم إعدامه) لا يجب أن يدخل المراسلون الصحفيون الأحداث التي تجري لهم هم شخصيًا ضمن أحداث قصصهم الإخبارية، لكن سيكون تقريري ناقصًا إن لم أعلن هنا أنني كدت أن اقتل فقد كنت واقفًا على عتبات قاعدة ومقر الجيش الحر عندما تمت الضربة الجوية للمقر والتي قام بتوجيهها الجاسوس مالك السعيدي. ولو لم تخطئني الضربة لكنت أيضًا من ضمن الضحايا. هذا حفزني أكثر للتحري عن حقيقة هذا العنصر وطلبت من عناصر الجيش الحر أن يسمحوا لي بمقابلته. وبعد أسبوع من المحاولات والرفض اكتشفت مكان حبس مالك السعيدي فطلبت من سجانيه الإذن بمقابلته وحصلت على الموافقة بذلك أخيرًا. كان مالك يرتدي ملابس خاصة بالمعتقلين لدى الجيش الحر. قال لي إنه تتم معاملته معاملة حسنة داخل المعتقل. ولم تكن تبدو عليه علامات تعذيب وقسوة ما عدا علامة حول معصميه يبدو أنها من اثر الأغلال التي وضعها معتقلوه حول يديه لمدة طويلة. كان يمشي منخفض الرأس ويتحدث بصوت خفيض لكنه واضح. وقال لي إنه أرسل للتجسس على تحركات الجيش الحر بان يندس وسطهم وقد جاء من استخبارات القوات الجوية. وظل يقوم بعمل التجسس لمدة تسعة أيام وذلك بوضع إشارة الكترونية تدل الطائرات بمكان القصف وبعد هذه الأيام التسعة تم القبض عليه لأن أحد المدنيين ممن كانوا يعرفونه ويعرفون عمله في الاستخبارات الجوية وفي مجموعات الشبيحة ارشد عليه. وما ان تم الإرشاد عليه حتى هاجمه بعض المواطنين ثم تم تسليمه لأمن الجيش الحر. آخر إرشادات الجاسوس كانت بوضع شريحة الكترونية في احد فصول مدرسة ماري العليا بمدينة ماري من ريف حلب. قال مالك انه وضع الشريحة ومن المفروض أن يهرب بعدها لكن اعتقل والهجمة تمت بعد عشرين دقيقة من وضع الشريحة لكنها أخطأت الهدف وأصابت سكن أسرتي الكيالي وخطّاب الذين يسكنون بجوار مدرسة(حلي) الثانوية التي يتخذها الجيش الحر مقرًا له وقاعدة انطلاق لهجماته. اعترافات مالك السعيدي جاءت سريعة كما أن اعتقاله كان بالصدفة. ولم يبد مقاومة لكن تطلب الأمر مني أسبوعًا بحاله كي أقابله. مالك أحد الشبيحة الذين عرضهم الجيش الحر للقنوات الفضائية خلال الأسبوعين الماضيين وكان السعيدي يعمل في مصنع للملابس عندما فقد عمله وأصبح معلمًا لقيادة السيارات وهذا ربطه بالشرطة وبذا استقطب للعمل بالشبيحة عن طريق الترغيب والترهيب.. وخلافًا لما قاله الضابط عبدالله ياسين بالجيش الحر فإن الثوار ذكروا بأنه لن يتم إعدام أي من الشبيحة الذين تم اعتقالهم. أصبح الثوار يدركون أن قتل عناصر الشبيحة وأسرهم كما تم قبل أسابيع قليلة ماضية آثار منظمات حقوق الإنسان العالمية ضد الثوار.