استغلت استراحات ومطاعم الأسماك الواقعة شمال مدينة جدة موسم العيد ورفعت الاسعار بنسبة تصل إلى 300 في المئة لبعض الانواع مقارنة باسعار بيعها في سوق السمك المركزي بجدة. وطالب مواطنون الجهات المختصة بتشديد الرقابة على تلك المطاعم التي ترفع الاسعار بشكل عشوائي، دون مبرر. وفي الوقت الذي اشتكى فيه المواطنون من رفع الاسعار في المواسم بشكل عام، قالت امانة مدينة جدة: إن الرقابة على الأسعار ليس من اختصاصها، وأن دورها الرقابي ينصب على الشهادة الصحية، ونظافة أماكن تقديم الوجبات والالتزام بالاشتراطات الصحية، فيما اكدت جمعية حماية المستهلك ان دورها توعوي للمستهلك، وارشادي عن البدائل المتاحة حال ارتفاع اسعار بعض السلع. وانتقد مواطنون ارتفاع اسعار وجبات الاسماك مقارنة باسعارها الاصلية من سوق السمك المركزي بجدة، إذ تصل نسب الزيادة بحسب جولة قامت بها «المدينة» إلى 200 في المئة، و300 في المئة لبعض الانواع. وتشهد من 6 إلى 8 أنواع من الاسماك بالاضافة إلى الارز بنوعيه الابيض والصيادية ارتفاعا في الاسعار، وهو ما جعل نبرة شكوى المستهلكين ترتفع بنفس نسب ارتفاع وتجاوز الاسعار في المواسم، مطالبين برقابة تحد من تلك التجاوزات والتسعير العشوائي من بعض مسؤولي تلك المطاعم والاستراحات. وتواصلت شكاوى عدد كبير من المواطنين, من الأسعار الخيالية التي تفرضها الاستراحات التي تتواجد بجانب الطرق السريعة وتقدم الوجبات البحرية المختلفة, كما تقدم الأسماك بأنواعها وبأسعار مرتفعة جداً مقارنة بأسعارها في سوق السمك المركزي»البنقلة». وتشهد الاسماك بأنواعها المعدة في تلك المطاعم زيادة كبيرة في الأسعار سواء المقلي أو الشواء, حيثُ يباع كيلو السمك «البياض» و»الشعور» في سوق «البنقلة» باسعار تترواح بين 15 الى 20 ريالا, بينما يباع في الاستراحات والمطاعم التي تتواجد على الطرق السريعة, بسعر يترواح بين 55 ريالا و65 ريالا، فيما يباع الهامور في سوق»البنقلة» بسعر يتراوح بين 25 ريالا و30 ريالا فيما يباع في الاستراحات ومطاعم الاسماك بسعر يصل الى 120 ريالا. وفي الوقت الذي عزا فيه اصحاب المطاعم الزيادة إلى ارتفاع اسعار الايجارات والرواتب، والكهرباء، اكدت امانة مدينة جدة على لسان المتحدث الاعلامي ان الامانة ليس لها علاقة بأسعار الوجبات في استراحات الأسماك, وإنما دورها يقتصرعلى اعداد التصاريح والشهادات الصحية. فيما قالت عضو في جمعية حماية المستهلك إن دور الجمعية توعوي لإرشاد الجمهور. «المدينة» ومن خلال جولة حاولت التعرف على أسباب تلك الزيادة، ومن المتسبب في التلاعب بالاسعار. يرى خالد العمودي، أن الرقابة على الاسعار لاسيما في الاماكن السياحية في المواسم والاعياد محدودة، مطالبا بتكثيف الرقابة على الاسعار. وقال: اسعار مطاعم وجبات الاسماك في منطقة شمال جدة مرتفعة، واقل فاتورة تدفعها العائلة المكونة من 5 افراد تفوق ال900 ريال، وهذا مبلغ ضخم مقارنة بكمية الاصناف المتواجدة. ويضيف: الاسعار في سوق السمك معتدلة، ونفس الوجبة التي تتناولها العائلة لو انها نفذت في المنزل لن تتخطى حاجز ال200 ريال، وهذا فارق ضخم، نحن لا نريد الخسارة إلى المستثمرين في هذا المجال، ولكن الربح المعتدل يرضي جمع الاطراف المستثمر والمواطن المستهلك. يقول احمد الغامدي «مستهلك»: نحن نفاجأ دائما في المواسم والاعياد بارتفاع مبالغ في اسعار مطاعم الاسماك، حينما يذهب لإحدى الاستراحات المنتشرة على الطرق السريعة لتناول وجبة أسماك حيث تبدأ الأسعار من 60 ريالا وتصل الى 130 ريالا للكيلو، هذا بخلاف تكاليف الخدمات والمشروبات, ويكون السعربحسب نوع السمك وطريقة إعداده سواء كانت عن طريق القلي او الشواء، على الرغم من انخفاض الاسعار في سوق السمك المركزي بجدة. وأضاف الغامدي: للأسف بعض مطاعم الأسماك التي تحمل اسماء كبيرة ومعروفة في السوق, تخزن الأسماك لفترات طويلة تفوق عدة أسابيع مما يفقده جودته ومذاقه الحقيقي، مطالبا بتكثيف الجولات التفتيشية من قبل اللجنة المتخصصة بمراقبة الأسواق. اما صالح الغامدي فيرى ان الزيادة التي ترافق الاسعار بشكل عام في المواسم معروفة، ولكن المبالغ فيها هي التي تزعج المواطن، مشيرا إلى ان الاسماك من الوجبات التي اعتاد عليها المواطن بعد شهر الصيام، إلا ان المطاعم تستغل هذا الاقبال وترفع الاسعار بشكل مبالغ فيه. واضاف: في رمضان، اشتريت اسماكا من السوق المركزي «البنقلة» بجدة، والاسعار كانت معتدلة، وبالامس ذهبت إلى احد مطاعم الاسماك بشمال جدة، وفوجئت بارتفاع كبير في الاسعار، وبعملية حسابية، بين اسعار ما اشتريته، وبين ما دفعته، لاحظت ان الفارق يتخطى ال300 في المائة لبعض الانواع، ناهيك عن اسعار المقبلات، والمشروبات الغازية والعصائر التي تباع باسعار تفوق الضعف، مطالبا بأن تكون هناك رقابة أو تحديد للاسعار حسب النوع وطريقة الاعداد سواء المقلي او الشواء. ويقول سالم الشريف»مستهلك»: اسعار الاسماك ارتفعت في الفترة الاخيرة، ولم تقتصر الزيادة في اسعار الاسماك فقط بل شملت المشروبات التي تقدم مع الوجبات، حيث تتجاوز اسعار المشروبات الغازية حاجز الخمسة ريالات، مشيرا إلى ان هناك بعض المطاعم تفرض رسوما على المكان الذي يتم فيه تناول الطعام، سواء مكيفة أم في الهواء الطلق. ارتفاع الايجارات عمرالعبدلي «صاحب مطعم لبيع الأسماك» برر ارتفاع الاسعار بتكلفة الإيجارات والكهرباء ورواتب العاملين, ولكن هذا التبرير لم يقتنع به الكثيرمن الزبائن في ظل الارتفاعات الكبيرة التي يفرضها اصحاب تلك المطاعم والاستراحات التي تقدم المأكولات البحرية بأنواعها المختلفة. من جهته يقول المتحدث الأعلامي بأمانة جدة عبدالعزيز النهاري: ان الامانة ليس لها علاقة بأسعار الوجبات في استراحات الأسماك, وإنما دورها قائم ويقتصر على اعداد التصاريح والشهادات الصحية والرقابة الصحية على الأغذية, ولكن من ناحية ارتفاع الاسعار ليس من مهامها. فيما اشارت عضو جمعية حماية المستهلك منال الشريف: إلى أن الجمعية يقتصر نشاطها على توعية المستهلك وتثقيفه من ناحية ارشاده على السلع المناسبة والبديلة، في حال ارتفاع سعر بعضها, واشارت إلى ان ارتفاع الأسعار ليس من اختصاص الجمعية وانما هناك جهات رقابية متخصصة في مراقبة الاسواق.