ثمة غياب مفاجئ لنفر من كُتَّاب صحافتنا المحلية؛ الذين يتميّزون بجرأة الطرح المسؤول..! تترادف الأسئلة هكذا: لماذا يا تُرى يَغيب الكاتب، أو يُغيّب عن المشهد الصحافي؛ دون أي إعلان مسبق، أو تنويه منشور، يبرز هكذا غياب أو تَغيّب، خاصة ونحن في عصر الشفافية، وقنوات التواصل الاجتماعي ذات الأفق المفتوح؟! الكُتّاب الذين يغيبون، هم أولئك الذين يتناولون الشأن العام، ويبدون الرأي فيه بصراحة، ويطرحون وجهات النظر التي تنطوي على بدائل وحلول يرمون من ورائها معالجة الأخطاء، وتصويب الانحرافات، وتصحيح المسارات. لقد تساءلت وسألت العالمين ببواطن الأمور عن أسباب، أو مسببات غياب هكذا أقلام رشيقة وأنيقة وصادقة عن مواصلة ركضها اليومي في عالم الكلمة المكتوبة في الصحافة الورقية، فانثالت الإجابات من كل حدبٍ وصوبٍ.. من تلك الإجابات ما قاله أحد المهتمين بالإعلان، بأن صحفنا المحلية تعتمد على الإعلان في تمويل استمرارها، وعندما يتعارض ما يُطرح في الصحيفة من آراء مع سياسة الإعلان، تلجأ الصحيفة في العادة -إلاّ من رحم الله- إمّا إلى التضحية بالكاتب/ الكُتَّاب، أو مُطالبتهم بعدم التعرّض لنشاطات كبار المعلنين؛ لا تلميحًا، ولا تصريحًا، لا على نحو ثقيل، أو حتى على خفيف، أي العمل وفق مبدأ المداراة!! وأتذكَّر مقولة لأحد مُثقّفينا ويُردّدها دائمًا تقول: إن هذا الطرح/ المقال لا تهضمه معدة الصحيفة (س)!! وعلى القارئ تعويض (س) باسم الصحيفة المناسبة!! كثيرٌ مِن صحفنا وقياداتها التحريرية عليها أن تعيد البصر كرّتين في سياساتها التحريرية، وتحريرها من ربقة الإعلان، فالكلمة المسؤولة ينبغي أن تأخذ مكانتها دونما خوف أو خشية إلاَّ من الله عز وجل، ففي البدء كانت الكلمة. [email protected]