توقع خبراء عاملون في نشاط الخياطة الرجالية تراجع العوائد المالية لموسم الثياب الرجالية هذا العام بواقع 30%، مرجعين ذلك إلى 3 أسباب رئيسية، تكمن في الارتفاع المهول في أعداد المحلات المتخصصة في تفصيل الثوب السعودي خلال هذا العام، وتنامي ارتداء الملابس الرياضية كبديل للزي السعودي، والارتفاع في حدة عملية الغش التجاري بهذا النشاط. وقالوا: إن متوسط حجم العوائد في موسم شهر رمضان الحالي لن تزيد على 900 مليون ريال تقريبا من حجم العوائد الكلية التي يجنيها النشاط خلال العام. ضغوط كبيرة وقال محمد الغامدي صاحب مؤسسة خياطة رجالية ل "المدينة"، ان سوق الثياب الرجالية في الوقت الحالي يعاني ضغوطات كبيرة، بفعل المنافسة غير الشريفة على حد قوله من قبل متاجر الثياب التي تعتمد في عملها على الغش التجاري، كاشفًا أن أسعار الثياب لديها تتراوح ما بين 30 و 60 ريالًا، وأقمشتها هشة، حيث يسعى أصحابها لتحقيق الربح في المقام الأول، وعن توقعاته بتراجع عوائد نشاط تفصيل الثياب الرجالية، قال: في الآونة الأخيرة بدأ الشباب الذين يمثلون الشريحة الكبرى من المجتمع السعودي، بالاتجاه والتحول إلى البدل الرياضية واللباس الغربي بحكم عوامل العولمة والانفتاح على العالم الآخر، لافتًا إلى أن ذلك عمل على تقلص الإقبال على الزي السعودي الرسمي. ويشير سالم الرشيدي مشرف احد المعارض التجارية إلى أن 50 بالمائة من أرباح الموسم الناتجة من تجارة الثياب الرجالية، تكون في موسم شهر رمضان، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى أن غالبية عملاء متاجر الثياب الرجالية يعدون هذا الشهر وقتًا ملائمًا لتفصيل ثيابهم، ويضيف: الطلب على نشاط الأقمشة خلال رمضان يمثل الموسم الرابع ضمن فترات الخياطة الذهبية السنوية، حيث يترقب نشاط الخياطة الرجالية في المملكة مواسم بداية العام الدراسي، بداية الإجازة وموسم الصيف، وخلال الشتاء حيث الثياب الشتوية، وأخيرًا خلال موسم شهر رمضان تجهيزا لعيد الفطر. 150 ريالا للثوب وقال الرشيدي : "إن مؤسسته فصلت 20 ألف ثوب خلال موسم شهر رمضان، موضحًا أن متوسط سعر الثوب الواحد 150 ريالا، وفيما يتعلق بمصادر الاقمشة قال يتم استيراد الأقمشة من اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، والأقمشة الصوفية تاتي من إيطاليا وبريطانيا"، وبين الرشيدي أن أفضل الأقمشة وأجودها المستوردة من اليابان، حيث تماسك خيوطها مع مرور الوقت، مشيرًا إلى أن الزبون في الوقت الحالي يبدي اهتماما بالبلد المورد لقماش ثوبه الذي يريد التفصيل منه، وذكر الرشيدي أنه في الوقت الحالي بدأ الشباب مؤخرًا بالاهتمام كثيرًا بشكل الثوب وبخياطته أكثر من ذي قبل، مضيفًا أن الأقمشة الطاغية في سوق الثياب الرجالية هي أشباه القطنيات. واضاف أن الشباب بدأ يعمل مؤخرًا على تطريز الثياب بتضييقها وتوسيعها على حسب رغبتهم. موسم الإقبال وفي ذات السياق تشهد محال تفصيل الثياب في العاصمة الرياض إقبالا كبيرا من الرجال، وذلك بسبب الإجازة الصيفية وكثرة المناسبات الاجتماعية التي تحصل فيها، إضافة إلى أن بعض العملاء يقومون بتفصيل ثياب لمناسبتين الأولى هي إجازة الصيف والأخرى عيد الفطر المبارك، اللتين تعتبران مناسبتين تحدثان في فترتين متقاربتين، وعلى الرغم من ذلك يتوقع عدد من العاملين في سوق الأقمشة الرجالية انخفاض الإقبال على تفصيل الثياب بنسبة 15 بالمائة مرجعين ذلك إلى سببين هما: اتجاه كثير من الشباب إلى ارتداء الملابس الرياضية والابتعاد عن استخدام الثياب إلا في المناسبات الاجتماعية القليلة فهو يكاد لا يستخدم سوى أربعة أثواب في السنة، والسبب الآخر كثرة محال تفصيل الثياب بالعاصمة الرياض. وكشف ل"المدينة" علي الزيدي مشرف أحد محال الأقمشة توقعاته بانخفاض أرباح المحل بنسبة 30 بالمائة عن الموسم الماضي، وقال: "المواسم التي تزدهر فيها شراء الأقمشة وتفصيل الثياب هي خمسة أوقات في السنة: إجازة الصيف، عيد الفطر، عيد الأضحى، بداية العام الدراسي، وفصل الشتاء، حيث تكثر في هذه الأوقات بالذات الإقبال على تفصيل الثياب". أقمشة مستوردة وعن أسعار تفصيل الثياب قال حسين محمد الذي يعمل خياطا في محل تفصيل الثياب: "تتراوح أسعار الثياب بحسب نوع القماش، حيث إن هناك عدة دول تصنع هذه الأقمشة وهي اليابان وإيطاليا وكوريا الجنوبية والصين، ولكن غالبا ما تبدأ الأسعار من ال 90 ريالا والبعض تتعدى أسعارها ال 600". أنواع الاقمشة وأضاف حسين: يعتبر القماش الياباني من أفضل الأقمشة، ويستحوذ على نسبة كبيرة بأسواق المملكة لجودة خامته، وأسعاره تتراوح ما بين 500 و(10) آلاف ريال بالنسبة إلى اللفة الواحدة، أو ما يعرف بالطاقة التي تحتوي على أكثر من 20 مترا، ويأتي بعد ذلك القماش الكوري، ويتراوح سعره ما بين 150 و300 ريال، والإندونيسي 100 ريال، والتايلاندي في حدود 90 ريالا، رافضا أن تكون هذه الأسعار مرتفعة، مشيرا إلى أن المسألة عرض وطلب وكلما زاد الطلب زاد السعر. وأضاف حسين أن المواسم هي الوقت المربح لمعظم المحال التي غالبا ما تكون في حالة ركود خلال الأشهر الماضية، وما أن تقترب هذه الأوقات حتى يتهافت علينا المستهلكون. وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأقمشة عالميا كان عاملا أساسيا في ارتفاع الأسعار، وبخاصة من اليابان التي تعتبر المورد الأساسي للسوق السعودي، مع ارتفاع أسعار الشحن التي أرهقت كاهل المستثمرين. أسعار مرتفعة من جانبهم اعتبر عدد من المستهلكين أن أسعار الثياب مرتفعة مطالبين الجهات المختصة بفرض الرقابة على سوق الأقمشة الرجالية لحماية المستهلك من طمع التجار، بعد أن لاحظوا ارتفاع أسعار الأقمشة إلى أكثر من 300 ريال لتصل إلى 500 ريال، وقال عبدالعزيز العتيبي أحد المواطنين المتواجدين في محال الخياطة، إن الأسعار شهدت ارتفاعا ملحوظا مقارنة بأسعار العام الماضي، حيث قفزت الأقمشة ذات الخامة المتوسطة إلى 160 مقابل 120 في العام الماضي، في حين ارتفعت قيمة الخامات الجيدة لتصل إلى 300 و500 ريال، مطالبا الجهات ذات العلاقة بالتحرك وفرض رقابة على تلك المحال وتقييدها بأسعار معقولة تتناسب وإمكانات الزبائن، وبخاصة من ذوي الدخل المحدود.