انتعشت مبيعات الأقمشة والخياطة الرجالية خلال الأيام منذ بدء العشر الأواخر من شهر رمضان وقرب عيد الفطر المبارك. وأكد عدد من العاملين في مجال الأقمشة الرجالية ل«الحياة» أن الإقبال على شراء الأقمشة ارتفع بأكثر من 30 في المئة، وزاد الإقبال على محال الخياطة الرجالية بأكثر من 45 في المئة، فيما تشير التقديرات إلى أن حجم مبيعات الثياب الجاهزة والتفصيل يبلغ 800 مليون ريال في موسم عيد الفطر لهذا العام. ورصدت «الحياة» في جولة على محال الخياطة ارتفاعات في أسعار محال الخياطة الرجالية، واشتكى عدد من المواطنين من أن أصحاب محال الخياطة يقومون باستغلال الإقبال عليهم برفع الأسعار، مشيرين إلى أن الزيادة في الأسعار تصل إلى 30 في المئة، في حين أرجع عاملون في محال الخياطة السبب إلى ارتفاع أسعار الأقمشة. وقال مسؤول المبيعات في شركة العيسائي للأقمشة سالم حسين، إن الإقبال على شراء الأقمشة بدأ منذ بداية شهر رمضان، وزاد الطلب بنسبة 30 في المئة، نافياً أن يكون هنالك زيادة في الأسعار من جانب الشركة كون الأسعار تكون ثابتة في العادة. وأضاف أن الأسعار تعتمد على سعر مصانع الأقمشة، وهي التي بالعادة تضعنا في وضع محرج مع الزبائن لاعتقاد الزبون بأننا نزيد في الأسعار. وأوضح حسين أن إقبال الزبائن زاد على الأقمشة اليابانية التي تعتبر من أجود أنواع الأقمشة، وتتراوح أسعارها من 125 إلى 220 ريالاً على حسب نوع الخامة، يأتي بعدها الأقمشة الكورية والتي تتراوح أسعارها ما بين 80 إلى 140 ريالاً، مشيراً إلى أن الأسعار تشمل أسعار الأقمشة فقط من غير التزام بالخياطة. من جهته، قال المسؤول في محل الثوب المعتمد للخياطة الرجالية مروان محمد، إن قرب موسم العيد زاد الإقبال على الخياطة الرجالية بنسبة 45 في المئة، وحمل شركات الأقمشة أسباب الزيادة في الأسعار، مشيراً إلى أن شركات الأقمشة زادت بنحو 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ومن الطبيعي أن ترتفع أسعار محال الخياطة لتواكب هذه الارتفاعات. ولفت إلى أن محال الخياطة الرجالية تقوم بالخياطة فقط، وتوجد أخرى تقوم بالخياطة مع تقديم القماش، إذ تتراوح أسعار الخياطة فقط بين 70 و90 ريالاً للثوب الواحد، بينما يتراوح تفصيل الثوب مع القماش من 160 إلى 400 ريال بحسب نوع القماش وجودته. من جانبه، أوضح مدير محال صرخة الخليج للخياطة الرجالية سمير المنصور، إن دخول الثياب الجاهزة التي تطورت خلال السنوات القليلة الماضية وروج لها في الكثير من الإعلانات، أثر في محال الخياطة وبخاصة في الأيام العادية، وذلك خلافاً لأيام المواسم التي يزيد فيها الإقبال بسبب الطلب الكبير على الخياطة، لافتاً إلى أن غالبية المحال تقوم بالتعاقد مع معامل خياطة، إضافة عمال الخياطة في المحل من أجل انجاز ملابس الزبائن في أسرع وقت، وهو ما يزيد التكاليف على محال الخياطة. واستغرب المواطن فهد الدعجاني ما يقوم به أصحاب محال الخياطة من استغلال الإقبال الكبير عليهم برفع أسعارهم بنحو 30 في المئة بحجة غلاء الأسعار الذي طال الأقمشة، مشيراً إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل امتد ليصل إلى قيام بعض المحال بغش الزبائن وتفصيل أقمشة على أنها يابانية الصنع ذات جودة عالية وهي في الحقيقة من صناعة صينية واندونيسية رديئة الصنع. وانتقد الدعجاني دور وزارة التجارة وحماية المستهلك الغائب عن مراقبة هذه التجاوزات التي لا تخفى على أحد.