في مشهد لا تكاد تخطئه العين في العشر الأواخر من رمضان تحولت معظم البسطات الرمضانية الواقعة منتصف منطقة البلد إلى أخرى لبيع حلويات العيد مزينة بالديكورات الجذابة والتي تتناسب مع طبيعة المنطقة التاريخية لجلب أكبر قدر من الزبائن لشراء حلويات العيد. ويزداد الإقبال على بيع حلوى العيد في الأيام الخمسة التي تسبق يوم العيد, في عادة اجتماعية تزاول منذ القدم في جميع مناطق السعودية. كما تعد حلاوة العيد من أبرز مظاهر العيد حيث يحرص عليها الصغار والكبار على السواء, حيث كان الحجازيون يتغنون ب (يا حلاوة العيد يا حلاوة من مال جديد يا حلاوة أشكال وألوان يا حلاوة جاكم العيد ياحبايب). وأثناء جولة «المدينة» على بعض محلات وبسطات بيع الحلويات في منطقة البلد شاهدنا صالح محمد وهو بائع حلويات منذ ثلاث سنوات الذي يقول:» على الرغم من وجود الحلاوة التركية هذا العام والتي تتميز بجودة طعمها وتوسط سعر الكيلو الذي يبدأ من 30 ريالا وحتى 140 إلا أن هناك بعض الزبائن ومن مختلف الطبقات يحرصون على اقتناء بعض الحلويات القديمة مثل حلاوة أبو بقرة الشعبية إضافة إلى حلاوة ما كندوش والعروسة ومطي». وأضاف:» تأتي بعد ذلك الحلاقيم وهي مجموعة من الحلويات الشعبية ممزوجة ببعض المكسرات ويقدر سعر الكيلو منها ب 25 ريالا, فيما يفضل بعض الزبائن عمل تشكيلة متكاملة من الحلويات والشكولاتة ويقدر سعر كيلو التشكيلة ب 20 ريالا». المكسرات تنافس بقوة ويبين عبدالقادر محمد وهو بائع للمكسرات في سوق العلوي أن «بعض الزبائن يفضلون أن يقدموا لضيوفهم في العيد أطباق المكسرات المختلفة بسبب احتوائها على مجموعة من الفيتامينات الطبيعية والتي تأتي بمردود إيجابي على الشخص بعكس الشكولاتة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات» مشيرا إلى أن من أبرز الأنواع التي يكثر عليها الطلب في آخر رمضان هي:» الكاجو الهندي وعين الجمل (أمريكي) واللوز والبندق الإيراني ومشكل الدبيازة(عبارة عن تشكيلة منوعة من المكسرات). اللبنانية الأولى شعبيا أما العم محمد أمين أبو سبعين والذي يبسط في البلد لبيع الحلويات منذ أكثر من 60 عاما فيقول:» أنا هنا من أجل حب جدة ولأحافظ على تراثها فهذه البسطة السنوية عمرها أكثر من ستة عقود وأقوم باستيراد الحلوى من لبنان قبل حلول العيد بعشرة أيام». وعن الأنواع التي يستوردها يقول:» أستورد التوفي واللوزية بأنواعهما المختلفة, إضافة إلى ( 16) صنفا من الشكولاتة اللبنانية حيث تعد الأولى في الطلب من بين الحلويات و (12) نوعا من الحلاقيم» مشيرا إلى أن «مزاجية الزبون عامل رئيسي في اختيار نوع الحلوى» ويشير صالح بن زقر(52 عاما) إلى أن حلاوة العيد تذكره بأيام الطفولة وفرحتها البريئة,لذا هو يحرص على اصطحاب أبنائه عند شراء الحلوى والتي تكون قبل العيد بثلاثة أيام حيث يقوم بشراء تشكيلة واسعة من الحلويات الشعبية إضافة إلى الحلويات الفاخرة كنوع من امتزاج الماضي بالحاضر». أما وليد عبدالله (35 عاما) فيهوى شراء حلاوة العيد في أول رمضان تحسبا لارتفاعها وهروبا من الزحام الذي تشهده معظم الأسواق,إذ يقول:» اعتدت سنويا على شراء مستلزمات العيد بما فيها الحلوى في وقت مبكر من رمضان وأحب عمل تشكيلة منوعة أمزج من خلالها الحلويات الشرقية بالغربية إضافة إلى الشعبية». وقدر خبراء مختصون في صناعة الحلويات حجم استهلاك السوق المحلية بمختلف مناطق المملكة بنحو 200 طن في شهر رمضان بقيمة 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار).