شد مقالي عن الكهرباء وانقطاعاتها المتكررة تعليقات من قرائي الكرام حول الموضوع، كما أثار نقاشًا جميلًا حول أمور أخرى بين القراء بعضهم والبعض الآخر. بداية شخّص القارئ الذي رمز لنفسه (وبعدين)، المشكلة التي يعاني منها قطاع الكهرباء على الوجه التالي: * أن شبكات الجهد المتوسط والمنخفض قديمة وتعاني من انقطاعات ولحامات ومياه جوفية تؤثر عليها، خاصة وأن مدننا ورشة عمل ماشية بالمعكوس، فنحن نسفلت الشوارع ثم نبني ثم نحفر لتمديد الخدمات ونكرر الحفر للتمديد وإعادة السفلتة. * لا يوجد نفق للخدمات الأرضية ولو على الأقل بالشوارع الرئيسة. * ضعف بعض قيادات الشركة والتي كانت تهتم كثيرًا ببناء العلاقات للمنافع الشخصية على حساب المعايير الفنية والذي تسبب في: (ضعف المنظومة الكهربائية، زيادة الأعباء الإدارية، انتشار العشوائيات، هدر أموال الشركة، ضعف الرقابة الداخلية). بينما كتب صديقنا العتيد (ناصح أمين) من بريطانيا، حيث اكتشف خلال فترة دراسته ببريطانيا كما يقول "أن حياتنا معقدة جدًا مقارنة بالجماعة الغربيين والسبب من أنفسنا وعاداتنا المخالفة لكثير من أوامر ديننا حيث إن الشوارع هنا إضاءتها خافتة مقارنة بما عندنا، أما الخطوط السريعة فحالكة الظلام، وهم لا يعتبرون الإضاءة الزائدة نوعًا من التبذير فحسب، بل شكلا من أشكال الضجيج والتلوث البيئي. وكم تعجبت من بساطة الإنارة في بيوتهم ومحلاتهم ومساجدهم.. والأهم من كل ذلك هدوء الشوارع وخلوها من الناس بعد ساعة الغروب، فتشعر فعلًا أن الليل سباتا والنهار معاشا". ويرى أن الحل لمشكلة الكهرباء عندنا هو "أن نقتدي بالقوم فبضاعتنا التي ندعو لها وجدتها عندهم فلنخفف عدد أعمدة الإنارة بالشوارع للربع ولنقفل الأسواق عند الغروب ولنقلل عدد الشوارع التجارية والمولات في مدننا الكبيرة حتى نستطيع توفير الكهرباء لبيوتنا وحفظ جيوبنا من النزيف المالي المفرط". ويرى (دعشوش) أن جهاز الكهرباء "مريض لا يرجى برؤه"! وبأن "كل شركات الكهرباء في العالم تود زيادة صرف الناس لمنتجها (الكهرباء) لكي تربح زيادة إلا "كهربتنا" تقول لا تستهلكوا بل وفّروا! وهي معادلة لا يفهمها حتى أعظم الاقتصاديين في المعمورة"! ثم يناوش (دعشوش) صديقنا (ناصح أمين) مداعبًا بكلام أقرب إلى جر الشكل ويقول له بأن الجو اللندني البارد قد غيره فأصبح كلامه "لينًا هينًا على خلاف المعهود"! وينصحه أن يبقي في لندن أكبر وقت ممكن. وأخيرًا يرد (ناصح أمين) بتوجيه التحية لدعشوش ومسعد الحبيشي ردًا على تحيتهما. ويشكر لدعشوش مداخلته ومداعبته، ويرجع هدوءه إلى "خلو بيتي من التلفزيون العربي الذي يشحن الأجواء المحيطة بالتوتر وخصوصًا في رمضان من خلال برامجه وتمثيلياته التي تسخر بالوطن وتعيب أهله وتسفه مسؤوليه فلا تزيد المشاهد العربي إلا غمًا وهمًا إلى أحزانه ومشاكله بعكس التلفزيون في الغرب الذي يستخدم وسيلة للترفيه والمتعة وإرخاء الأعصاب.. لقد وجدت بضاعتنا التي أضعناها عندهم فيا وطني لا تحزن اللهم اجمع شتات قلوبنا لرفعة ديننا ونهضة أوطاننا". وفي النهاية أجدها فرصة، وإن جاءت متأخرة، لتهنئة القراء الكرام بشهر رمضان وبقدوم العيد المبارك.. وكل عام والجميع بألف خير. [email protected] [email protected]