هو العباس بن عبدالمطلب بن هاشم عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا الفضل، أمه نتيلة بنت جناب الخزرجية، وهي أول عربية كست الكعبة الحرير والديباج، وسببه أن العباس ضاع وهو صغير فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت فوجدته ففعلت، ولد قبل الهجرة بست وخمسين سنةً. وقد كان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش وإليه عمارة المسجد الحرام والسقاية. وكان العباس أنصر الناس لرسول الله بعد أبي طالب وحضر معه بيعة العقبة يشترط له على الأنصار وكان على دين قومه يومئذ وأخرج إلى بدر مكرهًا، وكان المسلمون الذين لم يهاجروا من مكة يتقوون به. أسلم العباس قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه ثم أظهر إسلامه يوم فتح مكة وشهد حنينًا والطائف وتبوك.وعن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل العباس فقال رسول الله: (هذا العباس عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها).وكان الصحابة يجلونه ويقدرونه ومن ذلك أن العباس لم يمر بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالًا له ويقولان: عم النبي صلى الله عليه وسلم.ولما أجدبت الأرض زمن الرمادة سنة (17ه) خرج عمر يستسقي وخرج معه بالعباس فقال: اللهم إنا كنا إذا قحطنا نتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، ثم أقبل على الناس يعظهم، ثم دعا العباس فقام العباس وعيناه تذرفان فدعا الله حتى سقوا، فلما سقي الناس طفقوا يقولون للعباس: هنيئا لك ساقي الحرمين. وعن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل أحدا ما يجل العباس، أو يكرم العباس. وعن صهيب مولى العباس قال: رأيت عليا يقبل يد العباس ورجله ويقول: يا عم ارض عني. وكف بصر العباس في آخر عمره وتوفي بالمدينة سنة (32ه) وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع وهو ابن (88) سنة.