انتشرت على اليوتيوب قصة الفتاة السعودية «مريم» التي ارتدَّت عن دينها وتنصّرت.. وفي رأيي أنها حالة من الحالات القليلة ولكنها الخطيرة مقارنة بعشرات الآلاف أو الملايين من الديانات الأخرى الذين يدخلون في الإسلام. لكني أعتقد أيضًا أن القضية مرتبطة بعاطفة عاشتها الفتاة مع الشاب المسيحي، إضافةً إلى ظروف عائلية ذكرت بعضها في لقائها على القناة المسيحية فقالت: إنها كانت تُمنع من قِبَل أهلها من الذهاب إلى السوبر ماركت على حد قولها. لقد تبدّلت العبادات إلى عادات لدى بعض أفراد المجتمع، لذلك القوة الإيمانية لديهم في أداء العبادات إما قليلة أو معدومة «في الصلاة أو الصوم أو الحج».. أو غيرها من العبادات، لذلك صرّحت تلك الفتاة السعودية أنها «تعبت من الصلاة والصيام».. لم تتعلَّم أصولها ولم ترفعها وتُصليها لخالقها عز وجل. ذكّرتني هذه القصة بموقف مرّت به أختي الشهر الماضي في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. فقد رأتها امرأة أمريكية وبحكم حجابها قالت لها: أنها تريد أن تُنذرها وتَنصحها باتباع المسيح عيسى عليه السلام. فردّت عليها أختي قائلة: أنَّها تؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام، ولكن إيمانها به ليس ك «إله»، وإنما ك «نبي» رفعه الله إلى السماء، وبدا الاستغراب على وجه السيدة الأمريكية وقالت لها بأدب: لقد أحببت أن أبلغك فحسب، وبدت الدهشة على محياها ثم انصرفت. إن التقصير واضح من بعض الأسر في تعريف أبنائهم بالإسلام الصحيح، وخاصة أن هناك كثيرا من أفراد المجتمع يسافرون سواء للسياحة أو للابتعاث، ومن واجب الأسر أن تُوضِّح لأبنائها حقيقة أمور دينهم، لكي لا يتعرّضون لأي محاولات تنصيرية أثناء سفرهم. أما بالنسبة لسيّدنا عيسى –عليه السلام- فهو من الأنبياء الذين اصطفاهم الله وكرّمهم، ويجب أن يعرف العالم أننا كمسلمين نُؤمن ونُحب جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى رأسهم سيدنا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن النبي عيسى -عليه السلام- مرفوع عند الله عز وجل وسيأتي في زمانٍ فيقتل المسيح الدجال ويقيم شريعة الله في الأرض ويقضي بين الناس بها، يقول تعالى: «وَقَوْلِهِمْ إنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة النساء 157- 158. أما بالنسبة للفتاة السعودية «مريم» فإننا ندعو الله لها بالهداية، وندعوها إلى أن تعود إلى قول الله تبارك وتعالى: (وَإذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ إنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ).. سورة المائدة 116.